ثابت بن قيس بن شماس.. خطيب النبي وشهيد معركة اليمامة
ثابت بن قيس بن شماس.. خطيب النبي وشهيد معركة اليمامة
اشتهر الصحابى ثابت بن قيس بن شماس ببلاغته وقوة صوته وقد شهد مع النبي جميع الغزوات بعد غزوة بدر وكان له دور بارز في الدفاع عن الإسلام، خاصة في حروب الردة حيث قُتل شهيدًا في معركة اليمامة.
وقد أسلم بن قيس مبكرًا، وارتبط بعلاقة أخوة مع الصحابي عمار بن ياسر بفضل المؤاخاة التي أجراها النبي بين المسلمين. وقد وصفه النبي بأنه “نعم الرجل” وأثنى عليه في عدة مواقف، كما شهد له بالجنة عندما ظن ثابت أن صوته المرتفع على صوت النبي قد يدخله النار بسبب الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾.
وعند استشهاد بن قيس ، جرت حادثة فريدة حيث رآه أحد المسلمين في المنام يوصيه بوصية دقيقة حول درعه وأموره المالية، وأبلغ هذه الوصية إلى خالد بن الوليد، ثم إلى الخليفة أبي بكر الصديق، الذي أجاز وصيته. ويُذكر أن ثابت بن قيس هو الوحيد الذي نُفذت وصيته بعد موته بناءً على رؤيا، مما يعد حدثًا استثنائيًا في التاريخ الإسلامي.
رغم عدم كثرة الأحاديث التي رواها، إلا أن بعض الأحاديث التي نقلها رواها عنه أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبناؤه، وقد رواها البخاري وأبو داود والنسائي.
وهكذا يعد الصحابى الجليل نموذجا جمع بين البلاغة والشجاعة، وساهم في الدفاع عن الإسلام حتى آخر لحظات حياته.