ماذا تعرف عن مقبرة أبي أيوب الأنصاري بإسطنبول؟
ماذا تعرف عن مقبرة أبي أيوب الأنصاري بإسطنبول؟
تعد مقبرة أبي أيوب الأنصاري إحدى أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة إسطنبول، وتمثل محطة هامة في التراث الإسلامي بتركياكما تحظى المقبرة باهتمام كبير من المسلمين حول العالم، كونها تحتضن قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري الذي يعتبر أول من استشهد على أسوار القسطنطينية أثناء سعيه لنشر الإسلام. وتقع المقبرة بجانب جامع أيوب سلطان، مما يمنح المنطقة قيمة روحية وتاريخية خاصة.
ويعود تاريخ مقبرة أبي أيوب الأنصاري إلى ما بعد فتح القسطنطينية عام 857 هـ (1453 م)، حيث قام الشيخ آق شمس الدين، معلم السلطان محمد الفاتح، بتحديد موضع القبر. وقد ذكر شمس الدين حينها أنه شعر بروحانية المكان، وأشار إلى موضع دفن الصحابي. بناءً على هذه الرؤية، أمر السلطان محمد الفاتح ببناء قبة في ذلك الموضع، ليصبح الموقع مقبرةً تضم الكثير من الشخصيات العثمانية البارزة، إلى جانب الصحابي أبي أيوب الأنصاري.
كما تقع المقبرة على الضفة الغربية للقرن الذهبي، خارج أسوار القسطنطينية القديمة. تمتد المقبرة بين شاطئ القرن الذهبي ومنحدر “قريادي” وصولاً إلى منطقة “إديرنا كابي”، وهي منطقة تتميز بتاريخ طويل كموقع للدفن يعود لعدة قرون، حيث احتوت على مقابر للمسلمين والمسيحيين.
فمقبرة أبي أيوب الأنصاري ليست فقط موقعًا دينيًا، بل هي أيضًا رمزٌ ثقافيٌ يجذب آلاف الزوار سنويًا من تركيا والعالم الإسلامي. وتكمن أهمية هذا المكان في كونه يحتضن شخصيات تاريخية مثل:
محمد الخامس العثماني – أحد سلاطين الدولة العثمانية.
أبو السعود أفندي – مفتي الدولة في عصره.
لالا مصطفى باشا – صدر أعظم.
حامد الآمدي وكامل آقديك – خطاطان تركا إرثًا في فن الخط العثماني.
كما تضم المقبرة شخصيات بارزة أخرى من العلماء والشيوخ والفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة العثمانية والإسلامية.