الملازم أول علي حمزة، بطل الصاروخ المحمول
كتبت شيماء طه
جندي شاب، لم يكن قد بلغ سن العشرين بعد، ولم يكن حتى قد ارتقى إلى رتبة العريف.
إنه علي حمزة، ابن محافظة كفر الشيخ، حقق ما لم يكن متوقعاً في تاريخ الحروب، فقد أسقط طائرة إسرائيلية بصاروخ صغير محمول على الكتف.
كانت هذه الطائرة من طراز “سكاى هوك” على وشك تدمير قاعدة صواريخ مصرية حيوية، في أثناء بناء حائط الصواريخ للدفاع الجوي المصري، الذي كلف مصر الكثير من التضحيات والخسائر البشرية والمادية.
في تلك الفترة، كان الصاروخ الروسي “ستريلا” سلاحاً جديداً على الميدان، وجرى إستخدامه في حرب فيتنام لكنه لم يحقق نجاحاً يُذكر.
حتى أن الخبراء الروس وجدوا صعوبة في إستخدامه ضد الطائرات على الارتفاعات المنخفضة.
لكن علي حمزة، الشاب الذي لم يتجاوز عمره 17 سنة، إستطاع ببراعة وإصرار أن يحول الفشل إلى نجاح، وأسقط أول طائرة في تاريخ الحروب بصاروخ محمول على الكتف، ليصبح بذلك بطلًا يُعَد إنجازه معجزة في عالم الحروب.
كان هذا الإنجاز بداية سلسلة من النجاحات لفرق الصواريخ المحمولة، حيث إشتعلت روح المنافسة بين الجنود في وحدة “ستريلا”، وأصبح الشبان في وحدتهم يبدعون في إصطياد الطائرات الإسرائيلية التي كانت تطير على إرتفاعات منخفضة، غير مدركة لوجود هذا السلاح المصري الجديد.
وقد تسببت مهاراتهم غير العادية في خلق حالة من الرعب في صفوف الطيران الإسرائيلي، الذي واجه صعوبة في تفسير سر إسقاط طائراتهم بشكل مستمر.
لم يكن هذا السلاح فقط تهديداً تقنياً، بل كان رمزاً للإرادة المصرية الصلبة، حيث استطاع أبطال مصريون بسطاء مثل علي حمزة إستخدامه بمهارة، وبشجاعةٍ قلبوا موازين المعركة لصالحهم.
لقد حوّل هؤلاء الجنود “ستريلا” من أداة غير فعّالة في فيتنام إلى كابوس للطيران الإسرائيلي في سماء مصر، فصنعوا أسطورة ستظل محفورة في تاريخ العسكرية المصرية.
هؤلاء الأبطال تركوا وراءهم إرثاً من الشجاعة والبسالة، ودرساً عن قدرة الشباب على تغيير مسار الحروب حين يتسلحون بالعزيمة والإصرار.