تاريخ ومزارات

غرناطة.. أشهر ممالك الأندلس وهذه قصة سقوطها 

أسماء صبحي

تعرف الحضارة الأندلسيَّة ببصمتها الخاصَّة والمتفردة عن غيرها من الحضارات. حيث شهد العالم بأثره ذلك عبر آثارها الباقية؛ سواءٌ المادِّيَّة منها أم السلوكيَّة. والتي لا تزال راسخةً في أذهان وعادات الشعوب التي تماسَّت مع حضارة الأندلس. ونستعرض في المقال التالي كل ما تريد معرفته عن أهم ممالك الأندلس وهي مملكة غرناطة الأندلسية.

سبب تسمية غرناطة 

تقع غرناطة في جنوب مدينة مدريد (عاصمة أسبانيا حالياً)، وهي واحدة من ولايات الجنوب الأسباني. وتطل من الجنوب على البحر المتوسط، كما تطل على نهر شنيل وبساتين قصور الحمراء وتلها العالي. تعلو نحو (669) متر فوق سطح البحر، وهو ما جعل مناخها غاية في اللطف والجمال. ومنه يعود سبب تسميتها، حيث تعني عند عجم الأندلس “رمتنة” وذلك لحسنها وجمالها.

تاريخ المملكة

تأسست مملكة غرناطة في مدينة رومانية صغيرة تعرف باسم أليبيري. وخلال فترة التاريخ الروماني لم تذكر لهذه المدينة بشكل كبير. ويرجع ازدهار المدينة وعظمتها إلى أسرة بني الأحمر بعد أن دخلها محمد بن يوسف بن نصر استجابة لدعوة أهلها عام 635هـ / 1238 م لحمايتهم من الصليبيين. ومنذ ذلك الحين باتت غرناطة عاصمة لمملكة بني الأحمر.

وكانت غرناطة تتمتع بمجتمع متعدد الثقافات والأديان، حيث كان بها مسلمين ومسيحيين ويهود. ولذلك باتت واحدة من أهم المدن الأندلسية التي عرفت بالتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان. وبوجه عام تبدو من الخارج بسيطة متشابهة ويغلب على جدرانها اللون الأبيض.

وفي المقابل كانت المملكة غنية من الداخل، حيث يظهر السخاء في زخرفة السقوف. واهتمام سكانها بتزيين البيوت يدل على ميلهم إلى الزخرفة الدقيقة. فمنذ القرن الثالث عشر للميلاد/السابع الهجري بدأوا يرصفون البيوت بالخزف. ثم حلت المربعات الخزفية في عهد بني الأحمر مكان الرخام في زخرفة البيوت.

حكام مملكة غرناطة

هناك الكثير من الملوك الذين حكموا غرناطة، ومن أشهرهم عبد الرحمن الداخل الذي لقب بـ الناصر. حيث دخل الأندلس وهي تتأجج بالنزاعات القبلية والتمردات على الولاة. وقضى عبد الرحمن فترة حكمه، التي استمرت 33 عامًا، في إخماد الثورات المتكررة على حكمه في شتى أرجاء الأندلس، تاركاً لخلفائه إمارة استمرت لنحو ثلاثة قرون.

جاء بعده عبد الرحمن الناصر الذي حكم المملكة من عام 912 إلى عام 961. ويمثل عهده النهضة التي وصلتها الدولة الأموية. حيث حافظ على حدود الدولة الخارجية عبر تحقيق انتصارات عسكرية على الممالك المسيحية المجاورة في الشمال. ثم أخيراً أبو عبد الله محمد الصغير الذي كان آخر ملوك غرناطة، وحكم من عام 1482 إلى عام 1492. وشهد حكمه سقوط غرناطة بيد الملوك الكاثوليك الإسبان.

 سقوط المملكة

سقطت مملكة غرناطة المعقل الوحيد للمسلمين في الأندلس في الثاني من يناير من عام 1942م. وذلك بعدما استسلمت وسلّمت بإتفاقية وقعها أخر ملوك المملكة أبو عبد الله الصغير مع كل من فرديناند، وإيزابيلا من الطائفة الكاثوليكية. وكان هذا السقوط نتيجة حتمية بعد حروب شنّها الصليبيون على دويلات المسلمين في الأندلس طوال أربعة قرون. والتي عرفت بحروب الاسترداد.

وكان من أسباب  سقوط غرناطة الترف وحب الدنيا وكثرة المعاصي والإسراف فيها. وكذلك موالاة أعداء المسلمين وتنازع ملوك المسلمين وغيرها من الأسباب. وبذلك يعد سقوط غرناطة نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس. كما كان لهذا الحدث تأثير كبير على تاريخ إسبانيا وأوروبا بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى