تاريخ ومزاراتحوارات و تقارير

تريند الزي الفرعوني.. حكاية الموضة والأناقة والبساطة في الملابس المصرية القديمة

أميرة جادو

مع اقتراب موعد الافتتاح المرتقب، تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا معدلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مجسدين أنفسهم في هيئة ملوك وملكات من الحضارة الفرعونية، في تعبير يجمع بين الفخر والانتماء لهذا الحدث الاستثنائي الذي يترقبه العالم. وقد انتشرت هذه الصور المزينة بالزي الفرعوني القديم تحت وسمَي #المتحف_المصري_الكبير و#أنا_فرعوني، في موجة إلكترونية عكست شغف المصريين ومحبي التاريخ العالمي بالحضارة المصرية العريقة.

موعد افتتاح المتحف المصري الكبير واستقبال الجمهور

ومن المقرر أن يشهد المتحف المصري الكبير مراسم الافتتاح الرسمي يوم السبت الموافق 1 نوفمبر 2025، بحضور كبار قادة الدول وشخصيات دولية بارزة، احتفالًا يليق بعظمة هذا المشروع الثقافي العالمي.

وبعد الافتتاح الرسمي، سيبدأ استقبال الجمهور والزوار رسميًا يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، ليكون المتحف نافذة جديدة للعالم لاستكشاف كنوز مصر القديمة وإرثها الفريد.

والجدير بالإشارة أن المتحف المصري الكبير يعتبر واحدًا من أكبر المتاحف العالمية، إذ جرى تصميمه لاستيعاب أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الفرعونية، تتقدمها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تعرض لأول مرة مجمّعة في مكان واحد.

ومن المتوقع أن يعزز المتحف مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية بفضل تصميمه المعماري الفريد وموقعه المميز المطل على أهرامات الجيزة، ليصبح من أبرز الوجهات الثقافية في القرن الحادي والعشرين.

بساطة وأناقة أزياء الفراعنة

وعلى الرغم من أن قدماء المصريين اشتهروا بتشييد أعظم الصروح التاريخية وأكثرها تعقيدًا، فإن أزياءهم بقيت بسيطة في الأساس، فقد صنعت ملابسهم من خامات محلية، وجاءت متقاربة بين الرجال والنساء، رغم أن أفراد الطبقات الثرية تميزوا بتفاصيل زخرفية أكثر وتطريزات راقية تعكس مكانتهم الاجتماعية.

ملابس تناسب المناخ الحار

وبسبب ارتفاع درجات الحرارة، ارتدى الأطفال في الغالب ملابس قليلة للغاية أو بدون ملابس خلال أغلب فترات العام، أما البالغون فكانت ملابسهم تنسج من الكتان والقطن المستخرجين محليًا، في حين لجأ بعض الفلاحين إلى استخدام جلود المواشي.

وقد كان الكتان شائعًا بشكل خاص بفضل توافُره على ضفاف نهر النيل، وتميزه بخفة الوزن وتهويته الممتازة، مما جعله الخيار المثالي لحرارة المناخ.

أزياء الطبقات المختلفة

وخلال فترتي الأسرات المبكرة والمملكة القديمة، ارتدى عامة المصريين—رجالًا ونساءً—ثيابًا بسيطة تشبه النقبة البيضاء تصل إلى الركبتين وتربط بحزام، مع ترك الجزء العلوي من الجسم مكشوفًا، بينما ارتدى بعضهم صنادل مصنوعة من القش، أما الرجال الأثرياء فاعتمدوا الكتان الأخف والأجود.

وبالنسبة لنساء الطبقة العليا، فقد كانت ملابسهن أكثر تفصيلًا ورقيًا؛ حيث ارتدين فساتين طويلة مستقيمة تغطي الصدر، ومثبتة بأشرطة كتفية، مع إمكانية إضافة سترة شفافة فوقها أو ارتداء فساتين مصنوعة بالكامل من الخرز الفاخر.

ولم يقتصر الاهتمام بالمظهر على الطبقة الراقية فقط، بل كان استخدام الزيوت والعطور ومستحضرات التجميل شائعًا بين جميع طبقات المجتمع، وقد اشتهر الكحل بشكل خاص، حيث استخدم الرجال والنساء أقلامًا مصنوعة من الخشب أو العاج أو الحجر لرسم العيون وإبراز جمالها، في عادة جمالية أصبحت واحدة من أشهر ملامح الحضارة المصرية القديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى