كتبت: شيماء طه
في واقعة أثارت دهشة العالم وأشعلت وسائل الإعلام العالمية، تم توثيق صعود كلب إلى قمة أحد أهرامات الجيزة، مما جعل الكثيرين يتساءلون، هل هو مجرد كلب شارد أم أن هناك أبعاداً رمزية أعمق ترتبط بتاريخ مصر الفرعونية؟
الأهرامات، التي تعد رمزاً للحضارة المصرية القديمة ومكاناً مليئاً بالأساطير والتاريخ، كانت موطناً لمشهد غير عادي حينما صعد هذا الكلب إلى قمتها، في مشهد يتناغم مع خلفية من التقدير العميق للكلاب في مصر القديمة.
الكلاب في مصر الفرعونية رمزية تاريخية
الكلاب في مصر القديمة كانت تحظى بمكانة مميزة، حيث ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالعقائد والطقوس الدينية.
أشهر الرموز المصرية القديمة المرتبطة بالكلاب هو الإله “أنوبيس”، الذي كان يصور بجسد إنسان ورأس كلب أو ابن آوى ، أنوبيس كان إله الحماية والتحنيط، حيث كان يعتقد أنه يحرس أرواح الموتى في رحلتهم إلى العالم الآخر .
هذا الإرتباط الروحي بين الكلاب والحماية يجعل البعض يتساءل هل يمكن أن يكون ظهور هذا الكلب على قمة الهرم رسالة رمزية تعبر عن إستمرار تلك الروح الوقائية للكلاب على مر العصور؟
صعود كلب إلى قمة هرم الجيزة أثار العديد من التساؤلات، حيث تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الحادثة بشكل واسع. البعض اعتبره مجرد حادثة طريفة، بينما رأى آخرون فيها دلالات أعمق تتعلق بالتاريخ والأساطير المصرية.
فهل يمكن أن يكون هذا الكلب الحامي الجديد لأرواح الفراعنة الهائمة؟ أم أن الحادثة لا تتعدى كونها صدفة غريبة؟
تقنياً، تسلق الهرم ليس بالأمر السهل حتى على البشر، مما يجعل صعود الكلب ملفتاً للأنظار.
تمكن هذا الكلب من التسلق إلى القمة يعكس قوة وقدرة غير عادية مقارنة بالكلاب العادية، وهذا ما جعل البعض يصفه بأنه “كلب استثنائي” أو “مذهل في قدراته”.
وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك الصحف والمواقع الإلكترونية، ركزت على هذا الحدث، مشيرة إلى الدهشة التي رافقت صعود الكلب وتوثيقه بالصورة والفيديو.
ما الدافع ؟
تأتي التساؤلات هنا حول الدافع وراء هذا الصعود غير المسبوق.
فهل يمكن أن يكون هذا الكلب قد ضل طريقه أو كان في مهمة بحث عن الطعام؟ أم أن الحادثة تحمل رمزية أعمق؟ بعض المؤرخين والمتابعين للعقائد المصرية القديمة يرون أن الكلاب دائماً كانت تلعب دوراً مهماً في الحياة اليومية والروحية للمصريين القدماء.
حتى في الموت، كان المصريون يدفنون كلابهم بجانبهم ليظلوا رفاقاً أو حماة في العالم الآخر.
ورغم أن العقلانية تميل إلى تفسير الحدث باعتباره مجرد تصرف عشوائي، إلا أن النفس البشرية تميل أحياناً إلى البحث عن رمزية أو تفسير أعمق للظواهر غير المألوفة، خصوصاً إذا كانت مرتبطة بمعلم مثل الأهرامات، الذي لطالما ارتبط بالأساطير والغموض.
ردود الفعل الكثيرة
تنوعت ردود الأفعال حول هذا الحدث بين السخرية والتعجب وحتى البحث عن أبعاد أخرى تاريخية .
بينما ركزت بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي على الجانب الطريف من الحادثة، لم تغفل التعليقات الأخرى الجانب التاريخي والأسطوري.
فبعض المغردين علقوا بأن الكلب قد يكون “حارس الفراعنة الجديد”، بينما تساءل آخرون عما إذا كان هناك تفسيرات أخرى .
ومن جهة ثانية، إهتمت السلطات بمراقبة الموقع لضمان سلامة الزوار والآثار.
يظل كلب الأهرامات حديث العالم ومحط إهتمام كبير.
بين من يراه مجرد كلب ضال وبين من يبحث عن رمزية أعمق ترتبط بتاريخ مصر القديم، تبقى الواقعة شاهدة على أن الأهرامات، رغم مرور آلاف السنين، لا تزال قادرة على إبهار وإثارة التساؤلات لدى كل من يقترب منها.
وقد تحدث الجميع بأن هذه الحادثة ترويج رائع للسياحة فى مصر وللأهرامات بصفة خاصة.