بمناسبة الاحتفالات بذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين.. 7 أعوام من الانجازات والعطاء
حاتم عبدالهادي السيد
ترتبط مصر بالمملكة العربية السعودية بروابط تاريخية، لذا عندما احتفلت السعودية بعيدها القومي الوطني ، فإن مصر احتفلت به كذلك، وانطلاقًا من الحب المصري للسعودية نشارك المملكة الاحتفالات الجميلة بعيدها الوطني والبيعة الملكية لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز .
أتت الذكرى السابعة لتولى خادم الحرمين الشريفيين مقاليد الحكم بالبلاد بمثابة العيد الكبير للسعوديين، حيث احتفل القاصي والداني في المملكة، بذكرى البيعة الأولى وتولي فخامته قاطرة النور السعودية في ركب الأمم والحضارات المجيدة.
أنه يوم العرس الوطني، يوم الفرحة الكبرى، يوم الوفاء بتجديد البيعة والثقة والحب لعظمة فخامته لما أولاه، ويوليه من اهتمام كبير بالمواطنين الذين هم الثروة القومية الكبرى لملكتنا الرشيدة، اذ عم الرخاء البلاد، وارتقت المملكة مكانة عظيمة بين سائر الشعوب والدول، وكما هي دوماً، قلب العروبة النابض، ومركز الاستقرار للأمة العربية والاسلامية، ولقد شهدنا خلال الخمس سنوات السابقة طفرة كبرى في مجالات التنمية وفى كل المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغير ذلك.
ولاشك بأن جلالة سمو الملك/ سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين قد سار بالمملكة خطوات مغايرة نحو الحداثة والرقى والتمدين، وشهدت في عصره البلاد تثويراً شهدناه في كافة مناشط الحياة العامة، فقد أخذ سموه مبدأ التنوير الثقافي ،وارتقى بالنشء ،والصحة ،والتعليم، والابداع وغير ذلك.
كما غدت الثقافة في عصره منهاجاً دالاً على مكانة السعودية الراقية بين الدول العربية والعالم، ولاشك أن ذلك لا يمكن أن يكون الا بحصافة رأى وتسديد حكمة، وأصالة رؤية تستمد شرعيتها من ديننا الاسلامي الحنيف، وتدلل الى عمق الوعى لدى سموه، ورجاحة الرأي، لذا لا غرو أن يلقب بحكيم العرب، وقائد الأمة العربية والاسلامية، ودرة التاج لمملكتنا الشاهقة السامقة التي يرفرف علمها بإنجازات سموه الراقية والأصيلة.
ولادته ونشأته
لقد ولد جلالة الملك صاحب الفخامة والسمو سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في الخامس من شهر شوال سنة 1354هـ الموافق 31 ديسمبر 1935م في الرياض، وهو الأبن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
ولقد بويع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملكًا للمملكة العربية السعودية في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م، بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء؛ إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي كما بقي حينها في منصبه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي عُيّن فيه في 5 نوفمبر 2011م، وقبل ذلك كان الملك سلمان أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عامًا.
انجازات خادم الحرمين الشريفين
أولى سموه التعليم والصحة والثقافة الأهمية الكبرى إلى جانب كافة المناشط الاجتماعية، خلال سيرته العاطرة، إيماناً منه بالرقى بمستوى المواطن السعودي وخدمته.
كما قدم على جميع الأصعدة نقلات حضارية جعلت الملكة في مصاف الدول الكبرى عسكرياً وسياسياً مطبقاً العدالة الاجتماعية في الداخل والخارج، ومدافعاً عن العروبة والاسلام ضد هجمات الفرس والحوثيين وغيرهم، وواضعاً نصب عينه أمن الوطن وأمن العرب والخليج.
أصبحت السعودية في عهده مركزاً للوطن العربي، وقلب العالم، ولاشك أن مجيء كبار الرؤساء والزعماء في العالم للاجتماع بالمملكة وعقد المؤتمرات واللقاءات الكبرى، وهو الأمر الذى كان له مردوه الدولي والعالمي والأممي، بفضل شخصيته المبهرة القوية، وحصافة رأيه وحكمته.
دور اصلاحي وتنويري
ولا ننسى في هذا المقام الدور الاصلاحي والتنويري لصاحب السمو الملكي ولى العهد الأمير محمد بن سلمان وللوزراء والأمراء في كافة المملكة فقد أخلصوا العمل فأصبحت المملكة في عهد جلالته قبلة للعلماء وللساسة ورجال الحكم على كافة الأصعدة الدولية والعالمية ، وذلك يرجع الى القيادة المستنيرة، والعمل الدءوب المستمر لجلالته لما أبداه من احتضان للجميع، فالكل أبناؤه يحيطهم بالحب والدفء والرعاية الأبوية الكبيرة المشرقة .
لقد حرج كل السعوديون لتجديد البيعة، في الشوارع والميادين، وبين شرفات القصر الملكي، وفى البيوت والأماكن العامة والخاصة ندعو له بطول العمر والبقاء، ونطلب له السداد ونجدد ثقة الشعب في القائد الذى جعل الدنيا كلها تتحدث عن السعودية ودورها الرائد والمؤثر في قارات العالم ، وبناء الحضارات والممالك.
هذا ولن يحالفنا المقام هنا لتعداد انجازاته السامقة، والاشارة لدوره الرائد لكننا نلفت النظر الى تسارع الدول والشعوب لنيل العطف الملكي وهذا يقودنا الى أن سموه ليس ملكاً للملكة فحسب بل قائداً للأمة العربية والاسلامية وأحد كبار الساسة في العالم، حيث مصير العالم والدول الكبرى يتحدد بكلمة منه، وهذا ما شهدناه من تسارع حكام العالم لأخذ رأى جلالته في أدق الأمور التي تهم الدول والشعوب على مستوى العالم، وفى هذا فخر لا يضاهيه فخر.
قرارات مصيرية كبرى بشأن الدول
فقد أصبحت المملكة اللاعب الرئيسي على طاولة حكام العالم لاتخاذ القرارات المصيرية الكبرى بشأن الدول والقارات، وكل ذلك بفضل حكمته، ورجاحة رأيه وسداده، وغدا المواطن السعودي في جميع دول العالم مثار تقدير عظيم أكبر بكثير من ذي قبل ، ولنا أن نفخر بذلك، ونفخر بكوننا أحد من يضع سياسات العالم، ويحدد اقتصاده، بل ووجوده كذلك.
أن الانجازات الكثيرة قلعة النور ومنارة العلم، واشراقة الجمال، وسموق شامخ شاهق كالنخيل الذى يطاول عنان السماء كلها تشهد بالدور الوطني الكبير للقائد الذى حظى بحب الشعب السعودي والعربي، بل وحب العالم كذلك.
نجدد البيعة بالحب، ونلونها بالورود، ونزيّن وثيقتها بالولاء والانتماء، ونعطرها بمسك قلوبنا، وبدرة أرواحنا، نقدمها محبين لرجل أولى الشعب السعودي كل الرعاية والاهتمام فغدا حبه نوراً في القلوب، ومنارة للشعوب بين الكون والعالم والحياة.
حكيم الأمة والعالم
إلى الأمام أيها القائد ملك العرب، وحكيم الأمة والعالم، معك على الدرب نسير ونعاهدك بالطاعة ، نقف أمامك ومن خلفك، نظللك بقلوبنا، ونفديك بأبنائنا، وبكل غال ونفيس فأنت الوطن، الحب، وأنت سلمان العطاء، قائد الأمة وخادم الاسلام، وملك القلوب والأفئدة.
نقول لك : “سر على بركة الله في قيادة المملكة وستجدنا ان شاء الله طوع امرك، ورهن اشارتك، فالقائد العادل القوى هو أنت، ونحن نجدد الوفاء والبيعة، ونطمح معك الى ارتقاء المجد، فالمجد للمملكة، والرفعة للسعودية، والحب كل الحب للقائد الكبير، وللوطن الذى يعيش في قلوبنا”.
وكما قال الشاعر :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسى
نجدد العهد والميثاق والبيعة، وندعو لك بكل توفيق ونجاح، والله أكبر ولتحيا مملكتنا الرشيدة الشامخة بين ربوع الأمم والممالك ، والله أكبر وليحيا القائد، يحيا الوطن، تحيا مملكتنا السعيدة بالحب والنور والاشراق.