قبيلة “التشاجا” الإفريقية.. الأسماك ملعونة و”كلمة سر” لكل فرد من دونها يُقتل
أميرة جادو
يضم العالم العديد من القبائل المعزولة والغريبة، ولعل إحدى أكثر القبائل الإفريقية تميزًا بتراثها الغريب والعجيب هي قبيلة “التشاجا”، التي تعيش في سفوح جبل كليمنجارو بتنزانيا، وسط إفريقيا، وتمتاز هذه القبيلة بعادات وتقاليد فريدة لا مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم، وتعتبر جزءًا من ثقافة غنية تستمد جذورها من البيئة التي يعيشون فيها.
احترام قبيلة التشاجا للطبيعة
بدأ شعب التشاجا حياتهم بالترحال، لكنهم سرعان ما استقروا على سفوح جبل كليمنجارو، حيث احترفوا الزراعة وأصبحوا يعتمدون على ما تنتجه الأرض من محاصيل غذائية. يعتبر الموز الغذاء الأساسي والمفضل لديهم، إلى جانب البطاطا والفاصوليا والذرة، التي تزرع في أراضيهم الخصبة.
ممنوع تناول الأسماك
من بين أغرب عادات قبيلة التشاجا هي امتناعهم عن تناول الأسماك، حيث يعتبرونها مشابهة للثعابين، والتي تمثل الشر في ثقافتهم. ولذلك، تعد الأسماك طعامًا محظورًا في ثقافتهم. بدلًا من ذلك، يقومون بتربية الطيور بأعداد كبيرة، ويبيعونها للتجار المارين من الساحل الشرقي، كما يربون الثيران والماعز والأغنام لتأمين احتياجاتهم الأخرى.
تناول الموز في كل وجبة
تعتبر الأطعمة التقليدية لشعب التشاجا انعكاسًا للمحاصيل التي يزرعونها، وأبرزها الموز. ويعد “مشالاري” الطبق المفضل لدى القبيلة، وهو يُحضر من الموز واللحوم. كما أن هناك العديد من الأطعمة التقليدية الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على الموز. إلى جانب ذلك، تعد القهوة المحصول النقدي الأساسي للقبيلة، حيث تم إدخالها إلى المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر، لكنها لم تفقد مكانتها بجانب الموز والذرة كمصادر غذائية رئيسية. تشتهر القبيلة أيضًا بصناعة الآلات الموسيقية مثل المزامير الخشبية والأجراس والطبول.
دفاع التشاجا ضد الغزاة
لطالما كانت قبيلة التشاجا عرضة لهجمات قبائل الماساي التي كانت تسرق مواشيهم أثناء موسم الجفاف. ونتيجة لذلك، ابتكر أفراد التشاجا طريقة دفاعية فريدة عن طريق إنشاء حفر طويلة تؤدي إلى باطن الأرض عبر ممرات ضيقة، أطلقوا عليها “الكهف الكمين”. في حال اقتحم الغرباء الكهف ولم يعرفوا كلمة السر، يتعرضون لهجوم رجال التشاجا الذين يستخدمون رماحهم لقتلهم.
جبل مقدس وأساطير غامضة
يعتقد شعب التشاجا أن جبل كليمنجارو هو مقر معبودهم، ولذلك يكنون تقديرًا وخشية كبيرة له، حتى أنهم يتجنبون صعوده خوفًا من غضب الآلهة. في أوقات الجفاف وفشل المحاصيل، يُلقى اللوم على “شياطين الجبل”. وعندما تبدأ الأمطار في الهطول، يوجه أفراد التشاجا وجوههم نحو الجبل وينحنون في خشوع.
الجدير بالذكر أن الجبل يحيط به العديد من الأساطير الشعبية التي تروي عن قواه السحرية وغموضه. من بين تلك الحكايات، أسطورة عن وجود كهوف ومغارات عميقة يسكنها أقزام غامضون يخرجون للصيد وجمع النباتات في أوقات معينة، ثم يختفون دون أن يراهم أحد، ليعودوا إلى مخابئهم السرية.