حوارات و تقارير

الأدب والثورة : 30 يونيو امتداد للكرامة المصرية

كتب :حاتم عبدالهادي السيد

تعد ثورة 30يونيو: ( خبز.. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة انسانية ، امتداداً لثورة 25يناير، والتى تعد بمثابة الثورة الحقيقية المصرية التى ظهرت لسد الفراغ والثقوب السوداء التى خلفتها ثورة الربيع العربى في مصر، أو الخريف الشرق أوسطى ، ولقد كانت ثورة 30 يونية بمثابة حجر الزاوبة الذى أظهر الحركات الراديكالية على حقيقتها، وأظهر الوجه السىء الذى تخفيه ، والتى تتخفى باسم الدين تارة، وترفع شعار الدين كحالة لاستقطاب عاطفة الشعب المصرى، فمن يقف ضد الدين؟ لا أحد بالطبع، لكنها كانت حركات سياسية عنيفة تتمظهر في عباءة الدين لتلبية أغراض جماعات تريد الإستيلاء على مقدرات الدولة ومفاصلها ، وليس المقصود هنا حركة الإخوان المسلمين فحسب، بل امتدت الثورة لتظهر كل التيارات الفاشية التى تريد أسلمة المجتمع ، وتخفى تحت نيرانها سموماً تحرق الجميع، فلم ينتشر الإسلام بالسيف والإرهاب بل انتشر بالحجة والإقناع والسماحة ، لا العنف، والحب لا القتل، ومشاهد الدماء الثخينة.

وبالفعل ككل الثورات يكون نتاجاها تحولات تطال كافة قطاعات المجتمع ومن بينها الأدب، ولقد قدمت للمكتبة العربية كتابان كانا نتاج هذه الثورة وهما كتاب ” الثورة في سيناء ” ، وكتاب : ” الثورة والأدب ” ، وقد رصدت فيهما مظاهر تحولات المجتمع والإبداع، ويقظة الشعب المصرى الذى انتفض ليدافع عن الدولة الوطنية، والدولة المدنية ضد الدولة الدينية الثيوقراطية والتى – أى الدولة المدنية – أرسى دعائمها النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتجلى ذلك في وثيقة المدينة، وفى الممارسات المدنية للدولة الإسلامية المدنية آنذاك.

ومصر بامتداد الزمان دولة تعددية، تؤمن بالمدنية، فهى ليست دولة علمانية كذلك كما يطلق عليها كثير من التنويرين، بل هى دولة مسلمة تدين بالدين الإسلامى ويحكمها قانون مدنى يتماشى مع متطلبات المدنية والعصر ، وليس معنى ذلك أننا دولة بعيدة عن الدين، فالمصريون متدينون بطبعهم، ولكنه التدين الوسطى، دون تشدد وانحراف يقود الى العنف والتعصب ، وتغليب رأى الفرد على رأى المجموع، فالجماعة وفكرها وأدبياتها انتقلت من الفكر الى العنف، ومن الهدوء الى السلاح فسقط القناع الخفى السرى للجماعات وتنظيماتها وشبكاتها عبر العالم ، لذا فلو ظل هؤلاء الى الآن فانك كنت سترى العجب العجاب، سترى تركيا تعلن الخليفة من مصرن وترى الشيعة يؤسسون لهم أفقاً تحت شعار التعاون، فليست الجماعة تهتم بالسنية أو الشيعية للمجتمعن بل هى حركة سياسية تريد تسييس المجتمع تحت أيديولوجيا الدين، وهى حاضنة لكل القوى الرجعية التى ظهر وجهها القبيح الدموى تحت ستار الإرهاب والعنف والقتل والذبح وهذا لا تقره شرائع أو مذاهب، فديننا دين الوسطية ، دين المحبة ، بيعيداً عن الجماعات والتعصب للمذاهب ، والشعب المصرى شعب ودود متدين منذ الفراعنة، لكنه لا يقبل أن يحكم بالأمر المطاع، والعصا والسوط، والبندقية ، أى انه شعب ودود يحتكم الى قانون ، تحت دولة مدنية تحترم كافة الأديان والحريات ، وتحت لواء جيش قوى هو من خير أجناد الأرض، وليحفظ المولى مصر الكنانة وشعبها الباسل وجيشها الذى هو خير أجناد الأرض .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى