مرأه بدوية

المرأة البدوية .. شقاء لا تنتهي فصوله .. عطرها الشيح والقيسوم .

كتب عمر محمد

 

تحتفظ المرأة في بيئة المجتمع البدوي بدورها ، فهي واحدة من أولئك النساء اللواتي لم يألون جهدا في سبيل رفعة حياتها وحياة أسرتها.

هي امراة عاملة وشريكة للرجل في أكثر مراحل حياة الرجل ، شظف عيش وخشونة مطعم وصراع مع طبيعة الصحراء تصفو حينا وتكدر حينا.

كما ، يسجل لنا التاريخ في ارشيفه الكثير من المواقف الشجاعة للنساء العربيات كما في معركة اليرموك خولة بنت الأزور وهند زوجة أبي سفيان ،وهن يشاركن في القتال ويقفن خلف الصفوف يقرعن بالأعمدة رؤوس الأعداء ويساندن المصابين من المسلمين.

والمرأة البدوية – كما وصفت – عفيفة شريفة مرهفة الإحساس، والحياء عندها فطري اكتسبته من بيئة الصحراء الصافية النقية، وغالباً ما تكون نحيلة الجسم ممشوقة القامة في صوتها نعومة ورقة فإذا تحدثت مع أختها أو صديقتها حدثتها بصوت منخفض.

وللمرأة البدوية حكاية قل نظيرها مع الصحراء ,فهي إلى جانب تربية الأطفال والعناية بأمور أسرتها من إعداد الطعام وترتيب بيت الشعر من الداخل تجمع الحطب من مسافات بعيدة أو قريبة كما كانت تقوم في جلب الماء من المسافات البعيدة مستخدمة الإبل أو الحمير لحمل القرب والروايا ويسمى هذا الفرع من ورد الماء من مسافات بعيدة (الوريد أو الرواه).

ويستعين رب البيت بزوجته بأمر بناء بيت الشعر أحياناً فالرجل يعيّن إو يحدد المكان وهي تباشر العمل وتنفذه مستقلة هي وبناتها، فتثبت الأوتاد وتربط إليه الحبال ثم تنشر الخيمة وترفعها بالعمد وهي التي تقوضها حين الرحيل. وهي التي تخيط الشقاق معاً لتصبح بيتا مكتملا.

وتقوم المرأة البدوية بتغيير وجه البيت في ليالي الشتاء الباردة المتقلبة الرياح وربما تقوم بهذا العمل أكثر من مرة في الليلة الواحدة. فتدير الرواق من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية، وترعى البدوية الإبل إذا لم يكن لها رجل يكفيها هذا العمل الذي هو من مهمة الرجل أساساً.

و( للصاج ) حكاية أخرى في حياة المرأة البدوية, وهو شكل بيضوي مصنوع من معدن الحديد الذي لا يصدأ, فقد كان وما زال رفيقا لها و جزءا لا يتجزأ من مكونات بيت الشعر , فبواسطته يعد ??خبز الشراك ?? كونه احد محاور الضيافة العربية فهو والمنسف رفيقان ولابد لهما من أن يلتقيا أمام الضيف.

وتحلب المرأة الغنم موسم الحليب وتشبك رؤوس الماشية إلى بعضها بحبل يسمى (الشباق)، وتغلي الحليب على النار وتخثره وتخضه بما يسمى (السعن) الذي تصنعه من جلد الغنم أو الماعز.ويستخرج الزبدة بعد عملية الخض التي تستغرق نحو الساعتين وتستخرج السمن أيضاً. ويعتبر الشيح والقيصوم مادتين عشبيتين تتعطر بمائهما المرأة البدوية وعندها من أدوات الزينة المرآة والمكحلة. وتزين المرأة وجهها ومعصمها بالوشم وتضع الأقراط أو الحلق في أذنيها وتزين جيدها بالقلائد والعقود من الخرز وتخرم أنفها وتضع فيه (الزميم) وتزين ساقيها بالحجول هذا عند بعضهن وقد لا يملك بعضهن شيئاً منه. ولربة البيت عند البادية بعير خاص تركبه وتحمل عليها رحلها وتضع فوق الرحل الهودج (العبيط) أو الحواية حيث تستقر البدوية بارتياح فوق بعيرها وهو يتهادى بخطاه الوئيدة وسط الظعن في أثناء الرحيل.

وفي الوقت الحاضر, فان شأن المرأة في البادية الأردنية شأن باقي النساء في المجتمع الأردني من حيث عملها الأساسي كربة بيت في منزلها، الى جانب عملها في المساهمة في تربية الماشية ومساندة عائلتها في هذا المجال كونه المصدر الأساسي لمعيشة البعض من اسر البادية.

ونظرا لتحول الكثير من أبناء البادية الى الاستقرار والتوجه نحو التعليم والعمل في القطاع العام بالدرجة الاولى، فان طبيعة نشاط المرأة البدوية تحول ايضا اما للبقاء في المنزل لرعاية الاطفال والقيام على تدبير شؤون المنزل، أو الانخراط في التعليم الجامعي والذي ساهم في ايجاد فرص عمل للفتيات وخاصة في قطاع التعليم، حيث أصبحت معظم المعلمات حاليا في المدارس من بنات المجتمعات المحلية في البادية الأردنية, الا ان هذا التحول الاقتصادي والاجتماعي في المجتمعات البدوية من حياة الترحال وتربية الماشية الى حياة الاستقرار والاعتماد على الوظائف العامة او في القطاع الخاص لم يأخذ بعدا كبيرا في تلك المجتمعات وذلك لعدة اسباب منها عدم وعي أبناء البادية قديما لأهمية التعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى