غالية البقمية: المرأة التي قادت قبيلتها بشجاعة وصمدت أمام الغزو
أسماء صبحي
تعد غالية البقمية، إحدى الشخصيات النسائية البارزة في التاريخ القبلي العربي. برزت في أوائل القرن التاسع عشر كرمز للشجاعة والقيادة أثناء حملة محمد علي باشا على منطقة تربة في الجزيرة العربية. وكانت غالية من قبيلة البقوم، وخلدت ذكراها بفضل دورها المحوري في الدفاع عن أراضي قبيلتها ضد الغزو.
دور غالية البقمية
كانت غالية تدير شؤون قبيلتها بعد وفاة زوجها، واستطاعت في وقت حرج أن تنظم صفوف المقاومة. ولم تكتف بالإدارة فقط، بل لعبت دورًا عمليًا في توجيه المقاتلين وتوفير الدعم اللوجستي والاستراتيجي.
ووفقًا للمؤرخين، فإن قوتها وشجاعتها دفعت القبيلة للصمود أمام جيش يفوقهم عددًا وعتادًا. وهو ما جعلها تلقب بـ”أمست دار غالية خالية” إشارة إلى تدمير قواتها لخطط الأعداء
رمز المرأة العربية القوية
ومن جهته، قال الدكتور محمد القحطاني، الباحث في التاريخ القبلي: “غالية البقمية ليست فقط رمزًا للمرأة العربية القوية. بل تمثل مثالًا عمليًا على قدرة النساء على القيادة في أحلك الظروف”.
وأضاف الدكتور القحطاني، أن دورها في معركة تربة يبرز مكانة المرأة في المجتمعات القبلية ودورها الفاعل الذي غالبًا ما يغفل عنه في السرد التاريخي.
وأشار الباحث في التاريخ القبلي، إلى أن اسم غالية ظل محفورًا في الذاكرة الشعبية بوصفها بطلة قومية وملهمة للنساء. كما تعيد قصتها التأكيد على أهمية دراسة الشخصيات النسائية التي لعبت أدوارًا محورية في التاريخ. والاعتراف بإسهاماتهن التي تجاوزت التحديات المجتمعية والسياسية في زمانهن.
وتبقى قصة غالية البقمية شهادة على قوة النساء العربيات وقدرتهن على القيادة في أصعب الظروف. وهي ليست مجرد شخصية تاريخية، بل رمز يذكرنا بأهمية توثيق دور النساء في تاريخ القبائل. حتى لا تنسى قصصهن التي شكلت مجتمعاتهن وأسهمت في بنائها.