بطولات المرأة المصرية| المجاهدة فهيمة.. فدائية سيناوية خلف خطوط العدو في حرب أكتوبر
أميرة جادو
لم تقتصر بطولات حرب أكتوبر المجيدة على الرجال وحدهم، فقد أثبتت المرأة المصرية حضورها القوي ودورها الحاسم في هذه الحرب التاريخية. قدمت نساء سيناء مثالاً رائعاً على الشجاعة والتفاني، مسجلات أسماءهن في سجل الأبطال المصريين بحروف من نور. تجلت تضحيات المرأة المصرية في حرب أكتوبر 1973 من خلال مساهمتها في مختلف الأدوار التي دعمت الجبهة المصرية، ما جعلها جزءاً لا يتجزأ من النضال الوطني.
المرأة المصرية عطاء بلا حدود
شاركت المرأة المصرية في حرب أكتوبر 1973 عبر التنظيمات والجمعيات النسائية الأهلية، حيث قدمت خدمات جليلة لأسر الشهداء والمصابين، وأسهمت في حملات التبرع بالدم، إلى جانب العمل في مجال التمريض. كما قادت حملات إعلامية لتحفيز المجتمع على دعم الجيش والمقاومة. ووفقاً للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، كان لهذه المساهمات دور كبير في تعزيز قوة الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية للمقاتلين.
رمز للتحدي والمقاومة
برزت المجاهدة فهيمة الهرش كإحدى البطلات اللواتي خلدن أسماءهن في ذاكرة التاريخ المصري. فهيمة، أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية، حملت جهاز اللاسلكي المتنقل، ونقلت التموين لأفراد المقاومة خلف خطوط العدو، دون أن يثنيها الخوف أو الخطر. لم يقتصر دورها على ذلك، بل قامت بإيواء أحد الفدائيين لفترة طويلة، حيث حفرّت له حفرة كبيرة في منزلها، وغطته بأكوام من الحطب، وقدمت له الطعام والشراب حتى تمكن من استعادة قوته.
تكريم الرئيس السادات
والجدير بالذكر أن دور فهيمة البطولي لم يمر مرور الكرام، فقد كانت أول سيدة يتم تكريمها من قِبل الرئيس محمد أنور السادات، الذي منحها وزوجها نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، تقديراً لشجاعتها ودورها المميز في دعم القوات المصرية. أثبت هذا التكريم أن المرأة المصرية لم تكن فقط داعمة، بل شريكاً حقيقياً في صناعة النصر، مقدمة مثالاً يُحتذى به للأجيال القادمة.