حوارات و تقارير

تصاعد التوتر في بيروت: اغتيال قيادي بحزب الله يشعل مواجهة جديدة

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة 20 سبتمبر 2024 اعتداءً إسرائيلياً جديداً على السيادة اللبنانية، حيث شنت طائرات الاحتلال غارة على الضاحية الجنوبية أسفرت عن اغتيال القيادي البارز في حزب الله، إبراهيم عقيل. هذا الاغتيال يمثل حلقة جديدة في سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها جيش الاحتلال على الأراضي اللبنانية.

اغتيال إبراهيم عقيل يشعل ردود فعل غاضبة

 

توالت الإدانات الدولية والمحلية لعملية الاغتيال، معتبرة أنها تأتي ضمن تصعيد إسرائيلي يستهدف كسر شوكة المقاومة اللبنانية. اغتيال إبراهيم عقيل يأتي في وقت حساس بلغ فيه التوتر بين إسرائيل وحزب الله مستويات غير مسبوقة، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً في عدد الضربات والاشتباكات بين الجانبين.

في رد سريع، أطلق حزب الله 20 صاروخاً من جنوب لبنان مستهدفاً شمال إسرائيل، حيث أكدت مصادر في جيش الاحتلال إسقاط نصف هذه الصواريخ على الأقل بواسطة الدفاعات الجوية. هذه الضربة رفعت عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله نحو إسرائيل إلى 170 صاروخاً خلال يوم الجمعة وحده، مما يبرز تصاعد التوترات بين الجانبين.

الحصيلة الدموية للقصف الإسرائيلي

 

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية إلى 9 قتلى و59 جريحاً، من بينهم ثمانية في حالة حرجة. وفي تعليقه على الحادث، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الضربة الإسرائيلية تعكس تجاهل إسرائيل لكل الاعتبارات الإنسانية والقانونية.

من جانبه، أدان السفير الإيراني في لبنان على منصة “إكس” الجنون الإسرائيلي الذي استهدف المناطق السكنية في الضاحية الجنوبية، مؤكداً أن هذا الهجوم الوحشي يمثل تجاوزاً لكل الحدود والقيم الإنسانية، حيث أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.

تضامن سوري ودعوات للمقاومة

 

الخارجية السورية أدانت أيضاً هذا العدوان، واصفة إياه بجريمة حرب تستوجب الرد. وفي بيان لها، أشادت بمقاومة الشعب اللبناني وصموده أمام العدوان الإسرائيلي، مؤكدة دعمها الكامل للبنان في مواجهة هذه الاعتداءات المتكررة.

حماس تدين العدوان وتطالب بتحرك دولي

 

بدورها، أدانت حركة حماس العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، واعتبرته جزءاً من سلسلة جرائم الكيان الصهيوني المستمرة ضد الشعب اللبناني. وطالبت الحركة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، معتبرة أن استهداف المناطق السكنية المكتظة بالسكان يشكل خرقاً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الدولية.

إسرائيل تتوعد باستمرار الهجمات

 

وفي المقابل، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب الله، مؤكداً أن سلسلة الهجمات ستستمر لتحقيق الأهداف الأمنية لإسرائيل. وأشار جالانت إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل ملاحقة أي تهديد يستهدف مواطنيه، مشدداً على أن العمليات العسكرية هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد لإعادة الأمن إلى سكان شمال إسرائيل.

كما صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بأن قادة حزب الله الذين تم استهدافهم كانوا يخططون لعمليات عدائية على الحدود الشمالية، مؤكداً أن الجيش سيصل إلى أي شخص يهدد أمن إسرائيل.

من هو إبراهيم عقيل؟

 

إبراهيم عقيل يُعد من أبرز قيادات حزب الله، وله سجل حافل في التخطيط للعمليات العسكرية ضد إسرائيل. اسمه مرتبط بعدة هجمات وتكتيكات عسكرية نفذها الحزب على مدار سنوات، وهو واحد من الشخصيات المستهدفة على قوائم العقوبات الأمريكية. وكانت واشنطن قد أعلنت عن مكافأة مالية تصل إلى 7 ملايين دولار لأي معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

يتزايد القلق من تصاعد التوتر في المنطقة، حيث يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، في ظل غياب أي بوادر للتهدئة أو الحلول السلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى