توترات على حدود لبنان: جيش الإحتلال يطالب بانسحاب قوات حفظ السلام
طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأمم المتحدة، يوم الأحد، بإبعاد قوة “اليونيفيل” التابعة لها من جنوب لبنان على الفور، مشيراً إلى الوضع المتوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يشهد تبادل إطلاق نار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
لكن قوات “اليونيفيل” رفضت هذا الطلب، متهمة الجيش الإسرائيلي بتجاوز الخط الأزرق، معتبرة أن وجوده يشكل تهديداً لجنود حفظ السلام.
تأسست “اليونيفيل” عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتعزيز الأمن في المنطقة ودعم الحكومة اللبنانية في فرض سلطتها. وتأتي مهمتها في إطار تنفيذ القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وفي حديثها لقناة “الحرة”، أوضحت الصحفية المعتمدة لدى الأمم المتحدة، نادين ساندرز، أن مطالبة إسرائيل بإبعاد قوات “اليونيفيل” تعني بالنسبة للأمم المتحدة التخلي عن القرار 1701، الذي يُعتبر الملاذ الوحيد لوقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وإعادة نشر القوات اللبنانية بعد الخط الأزرق.
وأشارت ساندرز إلى أن انسحاب “اليونيفيل” سيسمح لإسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية وتجاوز الخط الأزرق، مما يؤدي إلى انهيار هذا القرار بشكل كامل.
وأكدت أن الأمم المتحدة تطالب إسرائيل باحترام هذه القوات وضمان سلامتها، بدلاً من التعرض لها، مشيرة إلى أن الهجمات على “اليونيفيل” تهدف إلى التوغل في الأراضي اللبنانية، مما يتعارض مع الموقف الأممي.
وصدر القرار 1701 عن مجلس الأمن لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، ويدعو إلى وقف القتال وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، مع انتشار الجيش اللبناني إلى جانب قوات “اليونيفيل” لضمان الأمن والاستقرار.
فيما أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، طلب نتنياهو، معتبراً أنه يمثل “فصلاً جديداً من نهج العدو بعدم الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها”.
وفي وقت سابق من الأحد، أصدرت “اليونيفيل” بياناً أفادت فيه بأن جنودها رصدوا ثلاثة فصائل من الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان.
الخط الأزرق هو خط فاصل رسمته الأمم المتحدة عام 2000 لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وهو ليس حدوداً رسمية لكنه يُستخدم لتحديد الوضع الحدودي بين البلدين.
من جهته، أشار المحلل الاستراتيجي، رائد عامر، في مقابلة مع “الحرة”، إلى أنه لو كانت “اليونيفيل” تحترم القرار 1701، لكانت منعت تموضع قوات حزب الله واستمرار تسليحها.
وأضاف أن إسرائيل تعتقد أن “اليونيفيل” تغطي على أنشطة حزب الله، مشيراً إلى فشل هذه القوات في منع الحزب من التمركز على الحدود.
كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي قوة حفظ السلام الدولية بأنها تعمل كدروع بشرية لحزب الله، بعد أن أصيب خمسة من أفراد القوة في ضغوط إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة.