خبراء يكشفون تداعيات تصريحات إيتمار بن غفير الأخيرة حول بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى
أسماء صبحي
في تصعيد غير مسبوق يعمق التوترات في المنطقة، أعلن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، عن خطط لبناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى بالقدس. وهذا الإعلان أثار موجة من الغضب بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي، خاصةً في ظل الهجمات العنيفة التي تشنها إسرائيل على غزة.
تصريحات إيتمار بن غفير واستفزازاته
وصف الدكتور أحمد أنور فؤاد، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، تصريحات بن غفير بأنها تعكس سياسة “الخطوة بخطوة” التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية. موضحًا أن هذه التصريحات تهدف إلى اختبار ردود الفعل تجاه الاستفزازات المتكررة.
وأكد أن هذه التصريحات تشكل انتهاكًا للوصاية الهاشمية على الحرم القدسي، وتعكس موقفًا معاديًا للعالم الإسلامي.
وفي تصريحاته المتكررة، تحدى بن غفير سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تمنع صلاة اليهود في الموقع. قائلاً في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه لو كان بوسعه، لكان قد وضع العلم الإسرائيلي وبنى كنيسًا هناك. وأجاب بن غفير بنعم عندما سئل إذا كان سيبني كنيسًا في الموقع إذا كان الأمر بيده.
احتمالات التصعيد
وعلق الدكتور فؤاد على تصريحات بن غفير، مشيرًا إلى أن أفعاله قد تؤدي إلى تصعيد خطير ومواجهات مع الفلسطينيين. وذكر أنه في أغسطس 2024، قام بن غفير بزيارة استفزازية إلى المسجد الأقصى برفقة وزيرين آخرين. وأظهرت لقطات الفيديو قيامهم بالصلاة في الموقع، مما يمثل انتهاكًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية.
ووصف فؤاد ما يفعله بن غفير بأنه جزء من سياسة جماعات يمينية متطرفة تهدف إلى إقامة الهيكل داخل الحرم القدسي، مما قد يشعل فتيل النزاع في الشرق الأوسط. وأضاف أن أفعال بن غفير تتعارض أيضًا مع الشريعة اليهودية، حيث يرفض معظم رجال الدين اليهود تواجدهم في منطقة الحرم الشريف.
الآثار المحتملة وإقالة بن غفير
ويرى الباحثون أن استمرار بن غفير في سياساته الاستفزازية قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، مما يستدعي إقالته كإجراء محتمل لتهدئة الأوضاع. ويشير إلى أحداث سبتمبر 2000، عندما أدت جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، آرييل شارون، في المسجد الأقصى إلى احتجاجات فلسطينية واسعة وأشعلت الانتفاضة الثانية.
من جانبه، صرح الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن بن غفير والمستوطنين الإسرائيليين يواجهون رفضًا من رجال الدين اليهود بسبب أفعالهم في المسجد الأقصى. لكن التيار الذي ينتمي إليه بن غفير يتبنى أفكارًا صهيونية متطرفة تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على القدس.