عنزة: تاريخ قبيلة عربية عريقة وجذورها الممتدة في الجزيرة
قبيلة عنزة، التي تمتد جذورها إلى عنزة بن أسد بن ربيعة، هي إحدى القبائل العربية الأصيلة التي تنتمي إلى ربيعة الفرس بن نزار بن معد بن عدنان، ويرتبط نسبها بالنبي إسماعيل بن إبراهيم. يُقال إن عنزة من ربيعة، وإنه عنز بن وائل، أخ لكل من بكر وتغلب. ومن أبرز فروع عنزة رفيدة وأراشة، اللتان تستقران اليوم في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، وتضم بعض بطون تغلب بن وائل، مثل الدواسر.
تاريخ قبيلة عنزة:
يروى أن جدهم الأكبر سُمّي عنزة بعد أن قتل رجلاً بعنزة، وهي عصا قصيرة برأس يشبه زج الرمح. أما الموطن الأصلي لقبيلة عنزة فهو بين أواسط نجد وشمالي الحجاز، وقد استوطنت سابقًا وادي الرقة بجوار بني أسد. ومع مرور الزمن، اتجهت بعض فروع عنزة نحو العراق وبلاد الشام، بينما بقيت أخرى في الجزيرة العربية، ووصل بعضها إلى شواطئ الخليج العربي في الكويت والبحرين.
يرتبط أصل أسرة آل سعود المالكة في السعودية، وكذلك آل خليفة في البحرين وآل الصباح في الكويت بقبيلة عنزة. ويقال إن عنزة كانت أول من سكن حجر اليمامة بعد طسم وجديس، كما سكنت ضواحي المدينة المنورة عند قدوم بني حرب في القرن السابع الميلادي، مما أدى إلى نشوب حرب انتهت برحيل عنزة إلى خيبر ومحيطها.
تتفرع قبيلة عنزة اليوم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: بنو وهب، الذين ينقسمون إلى ولد علي المقيمين بين البلقاء وحوران في الشام، والمنابهة. والفرع الثاني هم الجلاس، والثالث الرولة. ورغم تحضر بعض فروع القبيلة، لا تزال بعض الفروع تعيش حياة الترحال، متنقلة بين الصيف والشتاء.
من بين شعراء عنزة البارزين عمرو بن مالك، عمران بن عصام، المستنير بن عمرو، ورُشيد بن رميض العنزي. تعتبر هذه القبيلة رمزًا للفخر والكرامة العربية، ولا تزال تحمل إرثها العريق في ثقافتها وتقاليدها.