الخرنق بنت بدر: شاعرة الرثاء في الجاهلية وصوت الحزن الدامي
الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك، شاعرة من أبرز أصوات الجاهلية، ولدت في زمن يعج بالصراعات والنزاعات القبلية. تنحدر من بني ضبيعة البكرية العدنانية، وهي أخت الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد من جهة الأم، مما يربطها بتراث شعري عريق.
من هي الخرنق بنت بدر
تعد الخرنق من الشخصيات الشعرية التي لم تحظَ بالشهرة التي تستحقها رغم أن شعرها حمل صوت الحزن والفقد بصدق وقوة. تزوجت من بشر بن عمرو بن مرشد، سيد بني أسد، الذي قُتل في يوم قلاب، أحد أيام الحروب القبلية في الجاهلية. كانت هذه الحادثة نقطة تحول في حياتها وشعرها؛ فقد انصب معظم شعرها على رثاء زوجها بشر ومن قتل معه من قومها، بالإضافة إلى رثاء أخيها طرفة بن العبد.
في شعرها، نجد الخرنق تجسد الحزن على الفقد واللوعة التي تشعر بها المرأة التي فقدت أحبائها. تعكس قصائدها الألم الذي عايشته بعد رحيل زوجها، وتروي بصوت شعري مؤثر قصص الحرب والموت والفراق.
ورغم أن بعض المؤرخين يختلفون حول نسبها، حيث يُطلق عليها البعض اسم الخرنق بنت هفان بن مالك دون ذكر بدر، إلا أن الثابت هو تأثيرها الكبير في الشعر الجاهلي، حيث قدمت صورة عن المرأة الشاعرة التي عاشت في زمن الحروب والصراعات، وصاغت مشاعرها ببلاغة شعرية تستحق التقدير.
الخرنق بنت بدر ليست مجرد شاعرة منسية في كتب التاريخ، بل هي صوت شعري يستحق الدراسة والتأمل لفهم عمق التجربة الإنسانية في الجاهلية، وتجسيدها لمعاني الرثاء والحزن في زمن كانت فيه الكلمة سلاحاً مثل السيف.