ابن التلميذ: الطبيب النسطوري الذي أبهر بغداد
وُلد أبو الحسن هبة الله بن الغنائم، المعروف بابن التلميذ، في بغداد لعائلة نسطورية مشهورة بالعلم والثقافة. نشأ في جوٍ مفعم بالأدب والمعرفة، حيث كان والده وجده لأمه طبيبين، ومعظم أفراد أسرته كتابًا. برع ابن التلميذ في العربية، وتعمق في الفارسية والسريانية، وتفوق في المنطق والفلسفة والأدب والموسيقى، بالإضافة إلى تميزه في الطب.
صعوده إلى القمة الطبية
استدعاه الخليفة المقتفي لأمر الله إلى بغداد، وعيّنه رئيسًا للحكماء ورئيسًا للبيمارستان العُضدي. بقي في هذا المنصب حتى وفاته، ليصبح أحد أبرز الأطباء في التاريخ الإسلامي.
مؤلفاته وإنجازاته
اتفق المؤرخون على علم ابن التلميذ الواسع ودقة معالجته وقوة فراسته. ترك وراءه العديد من الكتب المهمة، أبرزها “الاقراباذين الكبير”، و”المقالة الأمينية في الأدوية البيمارستانية”، واختصار كتاب “الحاوي” للرازي، و”الأشربة” لابن مسكويه، واختصار شرح جالينوس لكتاب فصول أبقراط. كما كتب شروحًا على مسائل حنين، وحواشٍ على قانون ابن سينا، ومقالة في الفصد.
معلم الأجيال
كان ابن التلميذ يعقد مجالس لتدريس الطب، حضرها العديد ممن تخرجوا لاحقًا على يديه، مما ساهم في نشر علمه وتأثيره في الأجيال القادمة.