حصن بركاء: تحفة تاريخية ومعمارية في ولاية بركاء
يعد حصن بركاء من المعالم التاريخية البارزة في ولاية بركاء، ويقع على الشريط الساحلي للولاية بجوار ميناء الصيد بركاء مارينا الحديثة. يعتقد بعض المؤرخين أن الحصن بني في عهد اليعاربة (1646-1741)، بينما يعتقد آخرون أنه شُيد خلال فترة حكم حمد بن سعيد (1784-1792)، حفيد الإمام أحمد بن سعيد. الروايات تشير إلى أن بناء الحصن تم على مرحلتين، الأولى في عهد اليعاربة والثانية في عهد الإمام أحمد بن سعيد.
وصف الحصن ومكوناته
كان الحصن محاطًا بسور خارجي مع أبراج في كل زاوية، ولا يزال اثنان منها قائمين. تم تجديد الحصن بشكل شامل في القرن العشرين خلال عهد السلطان سعيد بن تيمور (1932-1970)، وتم ترميمه عدة مرات في العهد الحالي.
الحصن يتميز بهندسته المعمارية الفريدة وبنيته الضخمة والصلبة وأبراجه الدفاعية. يتم الدخول عبر بوابة خشبية تقليدية تؤدي إلى ممر الحراس ومن ثم إلى الفناء المفتوح، حيث توجد نوافذ خشبية منقوشة بعناية.
يتكون الحصن من أبراج دفاعية، حجرات الحراس، مخازن الذخيرة، مسجد، وتجهيزات معيشية تشمل أربع آبار داخلية، ومناطق إدارية وسكنية. في الطابق الأول يوجد المجلس، وهو قاعة استقبال فسيحة لمقابلة القاضي أو الإمام، مجهزة بالنوافذ الضخمة المحصنة.
المدافع في الحصن
المدافع الموجودة بالحصن هي إما أصلية أو نسخ مطابقة، تم العثور على بعضها في الموقع وبعضها الآخر مدفونا في الرمال. يضم المدخل الرئيسي للبرج نسختين من مدفع قديم، بينما يحتوي البرج المطل على اليابسة على مدفعين يعودان إلى أواخر القرن الثامن عشر. البرج البحري الكبير ذو الثمانية أضلاع يحتوي على خمسة مدافع من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أما البرج الصغير فمجهز بمدافع صغيرة.
جمالية الحصن
إلى جانب المدافع، يتميز الحصن بتصميمه المعماري الفريد. الدرج العريض بشكل غير اعتيادي يتوازن مع الأقواس المقوسة للرواق المعد لمسجد الحصن. جدران الحصن مزودة بفتحات تقليدية، والبرج الكبير ذو الثمانية أضلاع يوفر رؤية بانورامية للتناسق والإبداع في العمارة، فضلاً عن القوة والسلطة التي كان يرمز إليها.
البرج الشرقي من الحصن هو الأكبر والأعلى، وكان يستخدم كمقر للقائد، ويضم خمسة مبانٍ مطلية بالجير. يحتوي على بئر ومساكن للحامية، ويعتقد أن جزءًا منه كان يستخدم كخزان للماء أو مستودعًا للحبوب.