اللواء الدكتور سمير فرج يكتب: انضباط مستشفيات القوات المسلحة (2)
تحدثت في مقالي، الماضي، في نفس المكان، عن الصحة والتعليم، كركائز للتنمية البشرية، وهو ما كان الدافع أن أبدأ يومي، عندما كنت محافظاً للأقصر، بالمرور على المدارس والمستشفيات لمتابعة سير العملية التعليمية، ولضمان انتظام تقديم الخدمة الصحية للمواطن الاقصري. كما عرضت، في نفس المقال، نموذجين للإدارة المتميزة؛ الأول في مجمع مستشفيات القوات المسلحة بالمعادي، برئاسة اللواء طبيب إيهاب جمال حمدي، والثاني في مجمع المستشفيات بكوبري القبة، الذي يقوده اللواء طبيب علاء غيتة.
واليوم أتناول أحد أيقونات الطب في مصر، بل وفي الشرق الأوسط كله، وهو مركز الطب الطبيعي والتأهيل وعلاج الروماتيزم، بالعجوزة، التابع للقوات المسلحة المصرية. ذلك المركز الذي أسسه، في البداية، الأب الروحي لطب العلاجي الطبيعي في مصر، اللواء طبيب رضا عوض، ولأن التطوير الدائم هو أحد أبرز سمات القوات المسلحة، فمع تولي اللواء طبيب رضا الهميمى إدارة المركز منذ سنتين، جرى استكمال تطويره، ليصبح، اليوم، أهم وأكبر مراكز العلاج الطبيعي والتأهيل في الشرق الأوسط.
يستقبل المركز، شهرياً، أربعون ألف مريض، منهم 80% من المدنيين، ومن بينهم نسبة كبيرة من الدول العربية والأفريقية الصديقة. ويعتبر مركزاً فريداً في الشرق الأوسط لاحتوائه على أقسام لطب العلاج الطبيعي، والروماتيزم، وعلاج الألم، وعلاج الأعصاب، والشلل النصفي، والكلى، والعظام، والعلاج المائي، وقسم خاص للأطفال، يقدم لهم كل أنواع العلاجات المتاحة. وإن كنا نقول أن اللواء طبيب رضا عوض هو صاحب الفضل في تأسيس وإنشاء ذلك المركز، فيعود للواء طبيب رضا الهميمى الفضل في تطوير المركز بأحدث الأجهزة العلمية الطبية، الموجودة، حالياً، في هذا المجال، على مستوى العالم.
ولقد رأيت، مرة أخرى، نفس المنهج المتبع في مجمع مستشفيات المعادي والقبة، إذ يعقد اللواء طبيب رضا الهميمى، اجتماعاً، يومياً، في تمام الثامنة صباحاً، مع جميع مديري الأقسام، لمدة ساعة كاملة، يتابع خلالها سير العمل في اليوم الماضي، والاتفاق على خطة العمل في اليوم الجاري. بل وأحدث طفرة كبيرة في الإدارة العلمية، بتنظيمه، منذ شهرين، للمؤتمر العلمي الثاني في مجال الطب الطبيعي، الذي شارك فيه جميع رؤساء أقسام الطب الطبيعي، من مختلف الجامعات المصرية، وعمداء الكليات، ورؤساء الجامعات، لمناقشة الجديد في مجال التأهيل الطبي وعلاج الروماتيزم، ليثبت أن المركز ليس أيقونة في تقديم العلاج، فحسب، وإنما أيقونة في ريادة الفكر العلمي الحديث في ذلك المجال.