أم كلثوم بنت عقبة: المرأة التي تحدت قريش واختارت الله ورسوله
إنها الصحابية الجليلة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، أخت عثمان بن عفان من جهة الأم، وزوجة لعدد من الصحابة البارزين. تزوجت أولاً من زيد بن حارثة، الذي استشهد في غزوة مؤتة. ثم الزبير بن العوام وأنجبت منه زينب، ثم عبد الرحمن بن عوف وأنجبت منه إبراهيم وحميدًا. وأخيرًا تزوجت عمرو بن العاص. وعاشت معه شهرًا فقط قبل وفاتها في خلافة الإمام علي بن أبي طالب.
من هي أم كلثوم بنت عقبة
أثناء صلح الحديبية، كان شرط قريش أن يرد المسلمون كل من يأتيهم من مكة، لكن أم كلثوم. التي أسلمت قبل الهجرة. لم تحتمل اضطهاد المشركين فقررت الهجرة إلى المدينة رغم هذا الشرط. كما خرجت بمفردها متوكلة على الله. حتى وصلت إلى قافلة من خزاعة التي كانت في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصلوها إلى المدينة بأمان.
عندما علمت قريش بهروبها، جاء أخواها عمارة والوليد يطلبانها من النبي صلى الله عليه وسلم. وقفت أم كلثوم أمام النبي قائلة إنها تخشى أن تفتن في دينها إذا أعيدت، فنزل الوحي بآية ترفع هذا الشرط عن النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ” [الممتحنة: 10]. أجابت أم كلثوم بأنها هاجرت حبًا في الله ورسوله، فأقر النبي صدقها وألغى شرط قريش.
أم كلثوم لم تكن فقط زوجة صالحة، بل كانت أيضًا راوية لأحاديث النبي، ومن أحاديثها المشهورة قول النبي: “ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرًا ويقول خيرًا”.
أم كلثوم بنت عقبة هي نموذج للمرأة المؤمنة التي تحدت الظلم والاضطهاد بثبات وإيمان، فكانت مثالاً يحتذى به في الشجاعة والصبر والتوكل على الله.