ما لا تعرفه عن قبائل البانتو اقدم القبائل الافريقيه
كتب عمر محمد
تعتبر قبائل أو شعوب “البانتو “Bantu من أشهر القبائل والشعوب التي استقرت في مناطق القارة الإفريقية منذ أقدم العصور التاريخية، وتعني كلمة (بانتو) ومشتقاتها باللغات المحلية: “الشعب” أو “البشىر
وتعتبر لغات “البانتو “Bantu Languages فرعًا من اللغات التي يطلق عليها الإثنولوجيون (علماء الأجناس) وعلماء اللغات الإفريقية مصطلح: “اللغات النيجرية- الكنغوية” Niger-Congo Languages، كما يطلق عليها أيضا- بحسب آخرين- لغات (النيجر– الكونغو) نسبة لاسم “النيجر”.
واسم “نيجر “Niger أو النيجر مشتق في الأصل من اللفظ اللاتيني “نيجرو”، وهي تسميةٌ تعني “الشعوب ذات البشرة السوداء” Black-Skin Peoples، وهي ذات سمات جسدية وإثنية تختلف عن غيرها من باقي الشعوب والقبائل الإفريقية.
وقد أطلقت تسمية “نيجرو “Negro على بلدين من البلدان الإفريقية، وهما: النيجر، ونيجيريا. كما أطلقت هذه التسمية على اسم “نهر النيجر”، وهو أحد أهم الأنهار في قارة إفريقيا، ويجري في العديد من بلاد غرب إفريقيا (أو السودان الغربي بحسب المؤرخين القدامى)، ويعتبر “نهر النيجر”- أو نيل السودان في المصادر الإسلامية- ثاني أطول الأنهار في إفريقيا بطول حوالي 4200 كم بعد “نهر النيل” الذي يبلغ طوله 6670 كم.
وقد بدأ الناطقون بمجموعة لغات “البانتو- البدائية” ومنذ ما يقارب 3 آلاف سنة سلسلة هجرات استمرت لحوالي ألف عام تجاه الشرق من أراضيهم الأم (الموطن الأول)، ما بين كل من مناطق غرب إفريقيا من جانب ومناطق وسط إفريقيا من جانب آخر عند حدود شرق نيجيريا والكاميرون. وعلى أي حال تضم جماعات البانتو المتفرقة اليوم ملايين الأشخاص من بينها شعوب الشونا في زيمبابوي ويقدر عددهم 14.2 مليون شخص، وشعوب “اللوبا” في جمهورية الكونغو الديمقراطية بما يزيد على 13.5 مليون شخص، وشعوب “الزولو” في جنوب إفريقيا بأكثر من 10 ملايين شخص، وكذلك حوالي 10 ملايين شخص ضمن شعوب “السوكوما” في تنزانيا، والكيكويو في دولة كينيا بأكثر من ستة ملايين شخص، ولا يوجد سوى نحو 5 ملايين شخص تقريبًا يتحدثون اللغة العربية المتأثرة بالسواحلية، والأخيرة لغة أم تستخدم من قبل ما يزيد على 140 مليون شخص عبر مناطق وأقاليم جنوب شرق إفريقيا، وتعد إحدى لغات الاتحاد الإفريقي الرسمية.
وبحسب بعض التقديرات العلمية يوجد في العالم أكثر من 520 لغة فيما يعرف بمصطلح “أسرة البانتو” وحدها، منها حوالي 668 لغة من تلك التي تُعرف باسم لغات “البانتويد الجنوبية” التي تضم “البانتو” نفسها.
وتنتشر “لغات البانتو”- إلى حد كبير- في مناطق شرق وجنوب الكاميرون، وفي مناطق وسط إفريقيا، وشرق إفريقيا، وكذلك جنوب إفريقيا.
ويمكن القول بأن أكبر عدد من المتحدثين بلغة من لغات البانتو هم من متحدثي “اللغة السواحلية”، وهي اللغة السائدة في أكثر بلاد ساحل شرق إفريقيا، لا سيما البلاد التي تطل على سواحل المحيط الهندي، والثقافة السواحلية التي تضم اللغة السواحيلية ضمنيًا تشكل بشكل أو بآخر خليطًا من اللغة والثقافة العربية الإسلامية من جانب، والثقافات الإفريقية المحلية من جانب آخر
ومن جانب آخر يشير البعضُ إلى أن “شعوب البانتو”Bantu Peoples – من الناحية الإثنية (العرقية) وليست اللغوية- هم مجموعة شعوب وإثنيات تضم فيما بين 300- 600 جماعة إثنية (عرقية) تنتشر في أقاليم القارة الإفريقية، وهي الشعوب التي تتحدث بلغات البانتو، وهم يسكنون المناطق الجغرافية التي تمتد من الشرق إلى المناطق الجنوبية من إفريقيا الوسطى، مرورًا بمنطقة “البحيرات العظمى”- أو البحيرات الاستوائية ومنها بحيرة فيكتوريا وكيوجا وإدوارد- التي تقع في وسط القارة الإفريقية.
ومنطقة البحيرات هي التي تشكل أحد مصادر نهر النيل الرئيسية بجانب هضبة الحبشة، ثم تنتشر شعوب البانتو نزولًا إلى المناطق والأقاليم الواقعة في نطاق القارة الإفريقية صوب الجنوب.