أسرار الزاوية العتيقة: تحفة أبو الخير الكليباتي
في قلب الجمالية بالقاهرة، حيث يتشابك التاريخ مع العمارة، تقبع زاوية أبو الخير الكليباتي، شاهدة على عظمة العصر الفاطمي. تأسست هذه الزاوية في زمن الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله، وتعد ملاذاً للروحانية والتأمل.
تاريخ زاوية أبو الخير الكليباتي
تستقبلك الزاوية بدركاة متواضعة، تعلوها أسقف خشبية مجددة، نقية من أي زخرفة، وتحتها تمتد أرضية من البلاط الحجري. الجدار الجنوبي الغربي يقف صامدًا ببساطته، بينما يخفي الجدار الشمالي دورة مياه عصرية. ومن هناك، يؤدي ممر ضيق إلى فضاء أكبر، حيث تلتقي الأنظار بعقد رباعي مدبب. كما يتشكل من طائرتين متداخلتين، وتحته إزار خشبي بسيط.
تتوسط الزاوية قبة ضحلة، تستند إلى أربعة عقود حجرية. كما تنبثق منها إيوان صغير للقبلة، مزين ببلاط حجري ومغطى بقبو نصف برميلي. وتزين الجدران نوافذ قندلية متقنة الصنع، تتألف من فتحات مستطيلة وقمريات دائرية، بينما تتخلل الجدران دخلات صغيرة مستطيلة.
تحت الإيوان، تجد تركيبة خشبية تعلو فسقية الدفن، وتؤدي القبة إلى مساحة غير منتظمة الأضلاع، مغطاة بسقف من العروق الخشبية، ومفروشة ببلاط حجري، تحيط بها عقود رباعية مدببة، تضفي على المكان جوًا من الهدوء والسكينة.
يُعتقد أن العمارة الأصلية للزاوية كانت تتألف من صحن مركزي، مفروش بالبلاط الحجري ومغطى بقبة آجرية ضحلة، محاطة بأربعة إيوانات، كل منها يفتح على الصحن بعقود مدببة مرتدة، ترتكز على عمودين رخاميين، وتغطيها أقبية حجرية نصف برميلية، تشهد على الحرفية العالية والذوق الرفيع لعمارة ذلك العصر.