المأساة تخيم على رفح: رحلة البحث عن الأمان بين الأنقاض
في ظل الأصوات المدوية للغارات الجوية، يروي المدنيون الفلسطينيون في شرق رفح قصص الرعب واليأس التي عاشوها بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بترك منازلهم. الأمل الذي كان يلوح في الأفق بتجنب هجوم رفح قد تلاشى، حيث أعلنت إسرائيل أن الشروط المقترحة لوقف إطلاق النار لا تلبي متطلباتها الأساسية، مؤكدة استمرارها في ممارسة الضغط العسكري.
المأساة تخيم على رفح:
وفقًا لتقارير CNN، أسفرت الضربات الجوية عن مقتل 23 شخصًا، بما في ذلك ستة أطفال، وفقًا لمصادر طبية في جنوب غزة. الجيش الإسرائيلي، الذي يزعم أنه يحتفظ بالسيطرة العملياتية على الجانب الغزاوي من معبر رفح، يصف عملياته بأنها جهود دقيقة لمكافحة الإرهاب بهدف القضاء على حماس وتدمير بنيتها التحتية.
الخوف يسود بين سكان رفح مع بدء رحلتهم نحو المجهول، ويتساءلون: متى سينتهي هذا النزوح المتكرر؟
الفارون من المنطقة يشاركون تجاربهم المروعة مع CNN، ويصفون الساعات الأخيرة من الإخلاء الذي أمر به الجيش الإسرائيلي، الذي طالب حوالي 100 ألف فلسطيني بالإخلاء الفوري. السكان الذين تم توجيههم إلى المواصي، بلدة ساحلية غير مهيأة للسكن، يعبرون عن معاناتهم والخوف الذي يعتصر قلوبهم من استهداف منازلهم.
امرأة تروي كيف فرت هي وأطفالها من الموت، وتصف النزوح المتكرر والمعاناة التي تحملتها عائلتها. منذ اندلاع الحرب في أكتوبر، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليون شخص، مما أدى إلى اكتظاظ رفح بالسكان الباحثين عن مأوى.
الذعر يعم الجميع بعد قرار الإخلاء، وتتعالى الدعوات الدولية والإنسانية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المحتمل. مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يصف الإجراء بأنه “غير إنساني”، ويعبر المجلس النرويجي للاجئين عن قلقه البالغ.
المدنيون الفارون يتركون وراءهم ذكريات عمرهم، ويصفون الألم الذي يشعرون به وهم يتجهون نحو مستقبل غامض. الفيديوهات تظهر العائلات وهي تصل إلى دير البلح، حاملة معها متعلقاتها الشخصية وسط مشاهد النزوح المتكرر.
بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، تتحول الأعلام الفلسطينية إلى أعلام إسرائيلية، وتتوقف حركة الشحنات الإنسانية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويعكس سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة. وزارة الداخلية في غزة تحذر من أن إغلاق المعبر يمثل تهديدًا لحياة الملايين ويقطع شريان الحياة الرئيسي للقطاع.