أسطورة القصر الأحمر: تراث المنصورة بين الإهمال والأمل
في قلب مدينة المنصورة، يقف القصر الأحمر شامخًا كشاهد على عصور مضت، حيث تروي جدرانه قصصًا عبر الزمان. لطالما كان موضوعًا للحكايات الشعبية ومحورًا للأساطير التي تناقلها أهل المدينة عبر الأجيال، ومع ذلك، يظل الغموض يكتنف حقيقة ما يخفيه تحت أرضياته العتيقة.
تاريخ القصر الأحمر
يذكر أهالي المختلط بحنين، كيف كان القصر في ما مضى ملكًا لإسكندر باشا، رمزًا للفن والجمال في ذلك العصر. واليوم، وعلى الرغم من الإهمال الذي ألمّ به، لا يزال يحتفظ برونقه الخاص، متحديًا الزمن بصلابة. وقد أثارت لافتة “للبيع” المعلقة عليه موجة من الاستياء بين سكان المنطقة. الذين كانوا يأملون أن يضم هذا الصرح إلى قائمة الآثار الوطنية.
معبرين عن قلقهم، يستنكر المهتمون بالتاريخ والآثار فكرة بيع القصر، مؤكدين على أهميته كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي للمنصورة. وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد فوزي أستاذ التاريخ بجامعة مطروح إلى أن القصر يعود تاريخه إلى عام 1920، وقد مر بأيدي مالكين عدة، وتميز بتصميمه القوطي الفريد الذي يذكرنا بقصر البارون الشهير.
وعلى الرغم من الشائعات التي تحوم حول القصر، من قصص الأشباح وغيرها، يؤكد الدكتور فودة على أن هذه الروايات لا تمت للواقع بصلة. ويضيف أن القصر، بالرغم من تدهور بعض أجزاءه، يظل قابلاً للترميم والحفاظ عليه كجزء من إرث المدينة العريق، أما يسري الجمال، الذي نشأ بجوار القصر، فيعبر عن حزنه لما آلت إليه حالته، مشيرًا إلى التغيرات التي شهدها المكان على مر السنين. وتتشارك أم محمد، التي عايشت القصر لأكثر من قرن، نفس المشاعر، مستذكرةً أيامًا كان فيها القصر محط الأنظار والإعجاب.
يبقى القصر الأحمر، بكل ما يحمله من تاريخ وذكريات، رمزًا للجمال والعراقة. كما ينتظر من يعيد إليه الحياة ويحفظ تاريخ مدينة المنصورة العظيم.