تاريخ ومزارات

رحلة نوح بين الدعوة لله ومواجهة تمرد قومه.. اعرفها

 

وفقًا لما ورد في كتاب يحمل نفس الاسم للإمام الحافظ ابن كثير، يعرف نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس عليه السلام بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، أبي البشر عليه السلام. ولد نوح بعد وفاة آدم بـ 146 سنة، وتقدَّر الفارق بين ولادته وبين آدم بـ 10 قرون، بحسب ما ذكر الحافظ أبو حاتم ابن حبان. ورُوِيَ أيضًا أن الفارق الزمني بينهما يمثل آلاف السنين.

وبعث الله تعالى نبيه نوح عليه السلام إلى قومه، الذين كانوا يعبدون الأصنام والطواغيت، وكانوا في ضلالة وكفر شديد. وكان نوح أول رسول يبعث إلى أهل الأرض، وقومه كانوا يعرفون باسم بنو راسب، كما ذكره ابن جبير.

عمر نوح عليه السلام

تختلف الآراء بين العلماء في تحديد عمر نوح عند بعثه بالرسالة. فقيل إنه كان في سن الخمسين عامًا. وقيل إنه كان في سن الثلاثمائة والخمسين، وقيل إنه كان في سن الأربعمائة والثمانين. وقد ذكرت قصته في القرآن الكريم في العديد من السور، مثل سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة هود، وغيرها.

روى البخاري عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس، أن تفسير قول الله تعالى “وقالوا لا تذرن آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا”، فهذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، ولكن بعد وفاتهم، دعا إليهم الشيطان ليُنصَبوا كأصنام ليُعبَدوا، وبالفعل قاموا بذلك.

وبحسب رواية ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير، فإن ود ويغوث ويعوق وسواع ونسر كانوا أولاد آدم عليه السلام. وكان ود هو أكبرهم وأبرهم، وكان رجلا صالحًا محبوبًا بين قومه. وعندما مات ود، بكى عليه قومه وأقبلوا على قبره، وجزعوا عليه، فرأى الشيطان جزعهم وقرر أن يماثل صورته ليذكروه بها.

وعندما رأى الناس الشيطان يذكر ودًا، اقترح أن يصوِّر صورًا لهم تثبت في بيوتهم ليتذكروا بها. وبالفعل، وافق الناس على هذا، فصُوِّرت صور لودرجة العظمة في كل بيت. ومن هنا انتشرت عبادة الأصنام بينهم، وكان ود أول مَن عبد غير الله تعالى.

وبعث الله تعالى نوحًا لينهي الناس عن عبادة الأصنام والطواغيت، وليعودوا لعبادة الله وحده لا شريك له. قام نوح بدعوة قومه في جميع الأوقات، بالليل والنهار، بالسر والإعلان، وبالترغيب والترهيب، ولكن لم تفلح الدعوة في إيقاظ قلوبهم إلى الإيمان. عملوا على معاداة نوح ومن آمن معه، وهددوهم بالرجم والطرد من المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى