قلعة عجرود القديمة: الحارس الأمني لباب سيناء في العصر العثماني
أسماء صبحي
على بعد نحو 25 كيلومترًا غرب مدينة السويس، على أطراف الصحراء الشرقية. تقف قلعة عجرود التاريخية، التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي الفريد. هذه القلعة المغمورة، والتي لا يحظى الكثيرون بمعرفتها، كانت في السابق نقطة حيوية في الدفاع عن مصر. خاصةً في فترات الحروب والصراعات التي دارت على حدودها الشرقية.
تعتبر القلعة شاهدًا مهمًا على التحصينات العسكرية في العصور الإسلامية والعثمانية. وقد لعبت دورًا كبيرًا في حماية منطقة سيناء وتأمين الطرق المؤدية إلى الحجاز.
أهمية قلعة عجرود
تعود أصول القلعة إلى العصر العثماني في القرن السادس عشر. وقد بنيت في فترة شهدت فيها المنطقة تحولات كبيرة في مجال الدفاع العسكري. كما كان الهدف الرئيسي من إنشاء هذه القلعة هو تأمين الطرق المؤدية إلى سيناء والحجاز، التي كانت تشهد العديد من الحروب والغزوات. بالإضافة إلى دورها كمحطة تموين للقوافل التجارية والحجاج.
وفي تلك الفترة، كانت القلعة جزءًا من سلسلة من التحصينات العسكرية التي شيدت على طول الحدود الشرقية لمصر. لحماية الطرق التجارية وحركة الحجاج إلى مكة المكرمة.
تمتاز القلعة بموقعها المتميز فوق مرتفع صخري، يتيح رؤية واسعة لمنطقة الحدود الشرقية لمصر. ويعد موقعها الفريد أحد أسباب بقائها شاهدة على أحداث مهمة في التاريخ المصري. كما كانت القلعة تستخدم أيضًا كنقطة للمراقبة، حيث كان يتم إرسال إشارات إلى الحاميات العسكرية الأخرى في حال حدوث أي تهديدات.
المعمار العثماني
بنيت القلعة باستخدام الحجارة المحلية والطين، وهي نفس المواد التي كانت تستخدم في بناء العديد من التحصينات في تلك الفترة. كما تتسم القلعة بجدران سميكة وأبراج دفاعية قائمة على زوايا استراتيجية. حيث كانت الأبراج تتيح للجنود رؤية كل ما يحدث في محيط القلعة.
وكانت القلعة محاطة بأسوار ضخمة مع مدخل رئيسي يقع على الجهة الغربية. وهو المدخل الذي كان يستخدمه الجنود والقوافل. كما كان هناك ساحة مركزية في قلب القلعة تُستخدم لأغراض متعددة، مثل تخزين المؤن والأسلحة.
دور القلعة في معركة الدفاع عن مصر
كانت القلعة جزءًا من سلسلة التحصينات التي أنشأها الحكام العثمانيون لحماية حدود مصر الشرقية في الفترة التي تلت الفتح العثماني. كما استمرت القلعة في أداء دور دفاعي حتى عهد محمد علي باشا. واعتبرت القلعة نقطة محورية في الدفاع عن مصر ضد التهديدات القادمة من شبه الجزيرة العربية. خاصة مع تزايد الهجمات من قبل قبائل البدو.
وقال د. أشرف الدمرداش، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة قناة السويس، إن قلعة عجرود تمثل إحدى نقاط الدفاع الحيوية في تاريخ مصر العسكري. ورغم أنها عانت من الإهمال والظلام إلا أنها تظل من أبرز المعالم التي تروي قصة صمود مصر في وجه التهديدات الخارجية. ولو تم الاهتمام بالقلعة وترميمها لأصبحت واحدة من أهم المزارات السياحية والتاريخية في مصر.



