حوارات و تقارير

القصر الأحمر في الجهراء: قلعة الصمود التي غابت عن الأضواء

أسماء صبحي – في قلب صحراء الجهراء الكويتية، يقف القصر الأحمر شامخًا كأحد أقدم الحصون الطينية في الخليج. شاهدًا صامتًا على حقبة مفصلية من تاريخ الكويت الحديث. ورغم قيمته التاريخية والعسكرية والثقافية، إلا أن هذا المعلم لا يحظى بالاهتمام الإعلامي والسياحي الذي يليق به مقارنةً بمعالم أخرى اكتسبت شهرة أكبر.

أهمية القصر الأحمر

شيد القصر في عام 1927 بأمر من الشيخ أحمد الجابر الصباح، ليكون قاعدة عسكرية دفاعية في منطقة الجهراء بدولة الكويت. التي كانت آنذاك خط الدفاع الأول عن الكويت في وجه الغارات والتهديدات القادمة من قلب الجزيرة العربية. وقد جاء بناؤه بعد سبع سنوات من معركة الجهراء التي وقعت عام 1920. والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ الكويت، عندما واجهت القبائل الكويتية بقيادة الشيخ سالم المبارك الصباح هجومًا عنيفًا من قوات الإخوان.

تم بناء القصر بالكامل من الطين وجذوع النخل مع استخدام سعف النخيل والأسقف الخشبية. ويحيط به سور شاهق تعلوه 33 برجًا دفاعيًا توفر نقاط مراقبة وحماية. كما يحتوي القصر على ساحات داخلية، مسجد صغير، وغرف مخصصة للجنود. بالإضافة إلى آبار للمياه ومخازن للطعام، ما يدل على تخطيط دقيق لحصار طويل محتمل.

رمز للمقاومة الكويتية

في معركة الجهراء، لعب الموقع الجغرافي للقصر ودوره الدفاعي دورًا محوريًا في صد الهجوم رغم قلة عدد القوات الكويتية مقارنة بالمهاجمين. وقد جسد القصر في تلك اللحظة التاريخية معنى الصمود،

وقال المؤرخ الكويتي د. عبدالله الرومي، إن القصر الأحمر ليس مجرد مبنى طيني قديم بل هو ذاكرة وطنية وموقع ارتبط بالدماء والبطولة. كما يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من الهوية الكويتية المعاصرة.

ورغم ما يمثله القصر من قيمة تاريخية نادرة، إلا أن الحضور السياحي له لا يزال ضعيفًا. ويكاد يكون منسيًا في البرامج التعليمية أو الترويجية الرسمية. فلا توجد لوحات تعريفية كافية، ولا حملات إعلانية تجذب الزوار إلى الموقع. وقد طالب العديد من الأكاديميين والمؤرخين في الكويا بضرورة إدراجه ضمن المواقع الأثرية المعترف بها دوليًا وتوفير مرافق حديثة للزوار نظرًا لما يمثله هذا القصر من أهمية سياحية وتاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى