تاريخ ومزاراتحوارات و تقارير

حكاية «جيري برودوس» سفاح يعشق الأحذية النسائية

أميرة جادو

ترتبط كل قصة لقاتل متسلسل رواها التاريخ مع دافع يكمن خلف الكواليس يحرك القاتل وكأنه دمية ويتحكم فيه وكأنه ميت بلا إرادة وما بين قصص كان الدافع فيها هو السرقة أو الانتقام أو حتى المرض النفسي كانت النهاية واحدة مشهد أسوار المحكمة ولكن هل سيتغير هذا المشهد مع شخص كانت جريمته أن هوسه بـ«الأحذية النسائية» ذات الكعب العالي قد تملكه؟.

قد يكون السؤال غير منطقي بمجرد قراءته ولكن بعد أن تتعرف على عالم جرائم جيروم هنري برودوس  المعروف بـ “جيري برودوس” ستعرف أنه استحق هذه النهاية وعن جدارة فهوسه بالأحذية النسائية دفعته لأن يرتكب عمليات قتل شوه من خلالها النساء في سبيل الحصول على أحذيتهن وقطع أرجلهن وتجميدها لعرض مجموعته من الأحذية باستخدامها وكأنها منصات للعرض فكن مستعداً للتعرف على أكثر قتلة العالم هوسا بـ«الأحذية النسائية».

من هو جيري برودوس؟

 

هو قاتل الذي زاد على قتلة التاريخ دافع وهوسا جديد لم يكن يتخيله أحد فمن يمكن أن يصدق أن هناك شخص يقتل من أجل الحصول على أحذية ضحاياه ولكن هل فعلا حبه في الأحذية هو من دفعه للقتل أم عقدة الطفولة؟

عقدة الطفولة

ولد جيري في  31 يناير من عام 1939،  في منطقة ويبستر بولاية ساوث داكوتا، لأم تدعى إيلين لم ترغب في إنجاب طفل ذكر أخر، حيث اكتفت هي وزوجها  هنري بابنهما الأكبر لاري وتمنت الأم أن تنجب فتاة ولكن شاءت الأقدار أن يكون طفلها الثاني ولد ولسوء حظ جيري حولت الأم إحباطها إلى انتقاد دائم له وفتح عداء بينهما وإنما على الجانب الآخر كانت دائمة الموافقة والدعم لابنها الأكبر لاري.

وفقا لما ذكره موقع “انترستنج”،  ترجم جيري برودوس تصرفات والدته بكرهه له وكونها كانت تتمنى دائما أن يكون فتاة، وقد فاجىء جيري الطفل ذات الـ 5 أعوام أمه بشرائه حذاء نسائيا بكعب عالي من سوق الخردة وعاد مبتدئه لوالدته التي قابلت الموقف بازدراء وانتقاد جديد له مؤكدة ضرورة التخلص من هذا الحذاء ولكن حاول جيري إخفاء الحذاء عنها والاحتفاظ به لكنها اكتشفت ذلك وأحرقته.

ويعتبر هذا الحريق نقطة فاصلة في حياة “جيري” فأثناء رؤيته للنيران وهي تلتهم الحذاء، تحول فيه شيء ما غير مفهوم وأصبحت نظرته إلى الأحذية النسائية أكثر تطورا ووصلت إلى درجة بدأ سرقته لها سرا حتى يتمكن من إنشاء مجموعته الشخصية.

أول حذاء في مجموعة جيري

 

وكان أول حذاء في تلك المجموعة، هو حذاء معلمته العالي الذي سرقه من مكتبها، ثم حاول سرقة حذاء صديقة العائلة المراهقة حتى أنه حاول الاعتداء على فتاة في محاولة منه لسرقة حذائها ولكن تم القبض عليه متلبسا وتحويله إلى جناح الطب النفسي للتقييم حيث لاحظ الأطباء كراهيته لأمه ونساء أخريات.

والجدير بالإشارة ظهرت هواجسه السرية وعلم الأطباء بمجموعته من الأحذية النسائية وخيالاته بوضع الفتيات في ثلاجات حتى يتمكن من إعادة ترتيب أجسادهن المجمدة إلى أوضاع أخرى ولكن لم يعتقد الأطباء أنه في حاجة إلى العلاج واكتفوا بالإشارة إلى أنه في حاجة إلى النمو والنضج فقط.

انفجرت أعنف تخيلات “جيري” من رأسه إلى الواقع عند خروجه من المستشفى، حيث تطور هوسه في توسيع مجموعته السرية للأحذية النسائية ذات الكعب العالي وأصبحت أكثر قتامة وتحولت من مجرد سرقة إلى قتل وهو لا يزال في الـ 17 من عمره.

أولى ضحاياه

تمكن جيري من ختيار أول ضحية له، في عام 1956، فكانت أحذيتها تثير لديه مشاعر غير مفهومة ما جعله يخطط مسبقا للاعتداء عليها في سبيل الحصول على أحذيتها فقام قبل اختطافها بحفر حفرة في أحد التلال الواقعة في ولاية “اوريجون” حيث انتقل هو وعائلته مؤخرا، وبعد الاطمئنان إلى وجود قبرها قام بخطفها باستخدام سكين إلى موقع القبر وضربها حتى شوه وجهها ومن ثم اغتصابها وقبل دفنها احتفظ بحذائها المثير.

فترات السكون

وسكنت مشاعر جيري لفترة، حيث لم يقم خلالها بأي عملية قتل جديدة لتظن أنه نضج كما قال الأطباء حيث أنهى مرحلة تعليمه الثانوية والتحق بالجيش ولكن قبل إكماله شهره السادس في الخدمة تم تسريحه ليتزوج بعدها وتحديدا عام 1959 من “دارسي ميتزلر” تلك المراهقة صاحبة الـ 17 عام ورُزِقا بطفلين.

و لم يظهر على جيري أية مظاهر لهوسه في هذه الفترة،  حتى أن جيرانه كانوا يرونه أفضلهم فهو لم يشرب ولا يدخن ونادرا ما كان يستخدم الألفاظ النابية ولكن خلال هذه الفترة التي ظهر فيها جيري طبيعيا كان هناك وحش يخيم بداخله ينتظر الفرصة للإعلان عن نفسه.

قام جيري باجبار زوجته على ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي طوال الوقت حتى أثناء وجودها في المنزل واضطرت دارسي لقبول طلباته الشاذة ولكن بعد بضع سنوات توترت فيها العلاقة بينهما قررت دارسي الاهتمام بأطفالها ورفض طلبات زوجها الغريبة ليستغل هوس جيري الفرصة في الإعلان عن نفسه بإجبار جيري على دخول منازل الجيران بحثا عن أحذية وملابس نسائية استجابة لهوسه.

سلسلة من الضحايا

بعد اقتحامه لمنازل الجيران للبحث عن الأحذية الجديدة المثيرة في الشارع، وتحديدًا في عام 1967 شاهد فتاة تسير في الشارع جذب انتباهه حذائها فقرر التخلص منها حيث تبعها إلى المنزل وانتظرها حتى نامت ثم اقتحم منزلها وخنقها حتى فقدت الوعي واغتصبها وعندما انتهى أخذ حذاءها وغادر.

جيري برودوس القاتل الأكثر هوسا

لتصبح هذه الضحية هي بداية فورة القتل لجيري برودوس التي استمرت 18 شهر بدأت بـ ” ليندا سلوسون – 19 عاما” طالبة تبيع موسوعات استدراجها جيري إلى منزله بعد إقناعها بشرائه وبمجرد دخولها المنزل ضربها جيري في رأسها وخنقها حتى الموت وخبأ جسدها في قبو منزله ثم قطع إحدى قدميها وخزنها في الفريزر لاستخدامها كنموذج عرض لمجموعته من الأحذية المسروقة وبعد فترة قصيرة ربط جسدها بمحرك سيارة وألقاه في النهر.

واستمر جيري في اتباع نفس أفعاله مع ضحيته التالية “كارين سبرينكلر ” التي خطفها تحت تهديد السلاح وتخلص منها بنفس الأسلوب الذي اتبعه مع ليندا بعد أن قطع تذكاره المحبب قدمها وفي خريف العام نفسه قتل جيري ضحيته “جان ويتني” باتباع ذات الأسلوب وانتهت فورة القتل هذه في عام 1969 بعد اختطاف وقتل “ليندا سالي” بالقبض عليه.

اصطياد عاشق الأحذية النسائية

وعقب مرور أسابيع قليلة من قيامه بقتل ليندا سالي عثرت الشرطة على جثتها في نهر لونج توم مشوهه ومربوط بها جزء من سيارة وعندما فتشت الشرطة النهر عثرت على جثث لنساء أخريات تم تشويهما أيضا بنفس الطريقة ومربوط بها أجزاء أخرى من سيارة ذات الموديل.

وقامت الشرطة بفتح التحقيقات للبحث عن قاتل هؤلاء النساء وبعد إجراء مقابلات مع الطلاب في جامعة ولاية أوريجون القريبة من النهر أشارت جميع الأدلة عن طبيب بيطري في فيتنام لا يتواصل سوى مع طالبات الجامعة العمل معه.

وبعد العديد من التحريات اتضح أن هذا الطبيب هو جيري برودوس الذي استجوبته الشرطة وأمرت بتفتيش منزله ليجدوا أدلة تثبت بما لا يدع مجال للشك أنه القاتل، حيث وجدوا أجزاء من أجساد تلك النساء وصور لهن ما أجبر جيري بالاعتراف بجرائم القتل بالإضافة إلى محاولات اختطاف واعتداءات سابقة أخرى.

نهاية جيري برودوس

وفي النهاية تصدر مشهد المحكمة لعاشق الأحذية النسائية ذات الكعب العالي ووسط صمت الجميع أعلن القاضي حكمه بعد إدانة جيري برودوس بارتكاب جرائم قتل لـ 3 فتايات بعد صعوبة العثور على جثة الفتاة الرابعة وحكم عليه بثلاث أحكام متتالية بالسجن مدى الحياة ليتوفى في عام 2006 داخل السجن بعد أن أمضى 37 عاما من عقوبته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى