المواطنون يشعلون شرارة التغيير: موجة المقاطعات تعيد تشكيل السوق

موجة المقاطعات، في خضم الارتفاعات الجامحة لأسعار السلع الضرورية. قام المواطنون بتنظيم حملات مقاطعة مؤثرة، مطالبين بأسعار معقولة تسهم في استقرار الحالة الاقتصادية وتخفف العبء عن كاهل الأفراد.

هذه الحملات، التي تعد بمثابة ضربة موجعة للتجار الذين راكموا ثروات طائلة عبر التلاعب بالأسعار، تبشر بعهد جديد من الانضباط السعري وتراجع ملحوظ في الأسعار، خاصة بعد الإعلان عن تخفيضات تصل إلى 40%، وهو ما يعكس نتائج إيجابية فورية للحراك الشعبي الذي لم يمض على انطلاقه سوى أيام.

المقاطعة تتحدى: الأسماك أولاً”

بدأت الحملة في بورسعيد، حيث دعا مؤسسها، سعيد الصباغ، إلى مقاطعة الأسماك، وقد لاقت الحملة تجاوباً واسعاً وامتدت إلى محافظات عدة كالسويس والإسماعيلية والإسكندرية وغيرها.

وانضمت جمعية “مواطنون ضد الغلاء” إلى الحملة، معلنة عن تنفيذ المقاطعة في القاهرة لمواجهة الزيادات السعرية. وحثت المواطنين على الالتزام بالمقاطعة.

وقد أثمرت حملة مقاطعة الأسماك عن نجاحات واسعة. مساهمة في تحقيق أسعار عادلة للأسماك في بعض المحافظات، وتبرز المقاطعة كأداة فعالة خصوصاً للسلع القابلة للتلف السريع أو التي تتوفر لها بدائل.

المقاطعة تتسع: اللحوم تحت المجهر

وقد توسعت حملات المقاطعة لتشمل اللحوم، ومن المتوقع أن تشهد الأسعار انخفاضاً في الفترة القادمة. مما قد يحفز كبار المنتجين على خفض أسعار اللحوم البلدي.

وفي سياق متصل، أطلق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حملة “بلاها فراخ”. بعد أن أدت حملة “خليها تعفن” إلى تراجع أسعار الأسماك.

وكشف الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن. عن تفاصيل حملة مقاطعة الدواجن ونجاحها في خفض الأسعار، مشيراً إلى أن هناك اكتفاء ذاتي من الدواجن والبيض، وأن أسعار الدواجن قد تراجعت بنسبة 20%. بينما انخفضت أسعار البيض بنحو 22%.

وأكد على ضرورة دعم منتجي الدواجن والبيض لتحقيق انخفاض كبير في الأسعار. معتبراً أن استقرار معدلات الإنتاج هو الأساس لتحقيق الانخفاض في السوق المحلية.

المقاطعات كرد فعل: الرفض الشعبي للغلاء

وأشاد الدكتور يسري الشرقاوي، مستشار الاستثمار الدولي، بالمقاطعة كتعبير عن الرفض الشعبي للغلاء. مؤكداً على الدور الذي يمكن أن يلعبه المصريون في دعم جهود الحكومة لمواجهة الارتفاعات السعرية.

وأكد على أن التضخم في طريقه للتراجع. وأن السوق المصرية لا تعاني من نقص في السلع الأساسية، لكنه أشار إلى وجود تحديات في سلاسل التوريد والفترات بين مواسم الزراعة.