تاريخ ومزارات

معركة بقعاء: بداية الهيمنة الرشيدية على القصيم

كتبت: رانيا سمير

معركة بقعاء هي معركة كبيرة جرت بين أهالي القصيم وأتباعهم من الدهامشة من عنزة وبين وجيش إمارة ابن رشيد ومعه قبايل بني سالم من قبيلة حرب بقيادة ثواب بن نحيت في منطقة بقعاء في جمادى الأول سنة 1257 هـ/ يوليو 1841، ولذلك انهزم أهل القصيم هزيمة شنيعة وقتل كثير منهم في شدة الحر والعطش والبعد عن بلدهم، خاصة أهل عنيزة الذين قتل منهم أكثر من 300 رجل.

السياق التاريخي

كانت منطقة القصيم في القرن التاسع عشر مقسمة إلى عدة إمارات، كان أقوىها إمارة آل رشيد في حائل، وإمارة آل بركات في بريدة، وإمارة آل مهنا في عنيزة. وقد كانت هناك صراعات مستمرة بين هذه الإمارات، ولذلك كانت كل منها تسعى إلى الهيمنة على المنطقة.

في عام 1256 هـ/ 1840، توفي الأمير بركات بن صالح أمير بريدة، وخلفه ابنه عبد الله. وقد كان عبد الله أميرًا قويًا، وسعى إلى التوسع في نفوذ إمارة بريدة. ولذلك قد تحالف مع أمير عنيزة مهنا بن صالح، وقررا مهاجمة إمارة حائل.

الإعداد للمعركة

اجتمع أهالي القصيم وأتباعهم في بريدة، وبدأوا في الاستعداد للمعركة. وقد ضم الجيش القصيمي حوالي 10,000 مقاتل، منهم 5,000 من أهل بريدة، و5,000 من أهل عنيزة. ولذلك قد ضم الجيش أيضًا حوالي 2,000 مقاتل من قبيلة الدهامشة من عنزة.

في المقابل، جمع الأمير عبد الله بن رشيد جيشًا قوامه حوالي 8,000 مقاتل، منهم 5,000 من أهل حائل، و3,000 من قبيلة بني سالم من قبيلة حرب. وقد ضم الجيش أيضًا حوالي 2,000 مقاتل من قبيلة شمر.

مسار معركة بقعاء

خرج الجيش القصيمي من بريدة في يوم 20 جمادى الأول سنة 1257 هـ/ 22 يوليو 1841، ولذلك توجه إلى بقعاء حيث كان يعسكر جيش ابن رشيد. وقد وصل الجيش القصيمي إلى بقعاء في يوم 25 جمادى الأول/ 27 يوليو.

وقعت المعركة في يوم 26 جمادى الأول/ 28 يوليو. وقد بدأ الجيش القصيمي المعركة بهجوم مفاجئ على جيش ابن رشيد. وقد تمكن الجيش القصيمي من تحقيق تقدم في البداية، وقتل العديد من رجال ابن رشيد.

لكن سرعان ما تغير مسار المعركة لصالح ابن رشيد. فقد تمكنت قواته من صد الهجوم القصيمي، ولذلك قلبت موازين المعركة لصالحها. وقد انسحب الجيش القصيمي من المعركة بعد أن تكبد خسائر فادحة.

نتائج المعركة

كانت معركة بقعاء انتصارًا كبيرًا لابن رشيد، وهزيمة ساحقة لأهل القصيم. وقد أدى هذا الانتصار إلى سيطرة ابن رشيد على منطقة القصيم، وأصبح أميرًا على المنطقة حتى وفاته في عام 1281 هـ/ 1864.

أثر المعركة

تركت معركة بقعاء أثرًا كبيرًا على منطقة القصيم. فقد أضعفت قوة إمارات القصيم، وعززت قوة إمارة حائل. ولذلك قد أدت هذه المعركة أيضًا إلى تغيير خارطة المنطقة، حيث أصبحت حائل هي الإمارة المهيمنة في القصيم.

تحليل المعركة

كان هناك عدة عوامل أدت إلى انتصار ابن رشيد في معركة بقعاء، منها:

  • الخبرة العسكرية لابن رشيد، حيث كان قائدًا عسكريًا ماهرًا، وكان يتمتع بخبرة واسعة في القتال.
  • قوة الجيش الرشيدي، حيث كان الجيش الرشيدي أكبر من الجيش القصيمي، وكان يضم العديد من المقاتلين المهرة.
  • الاستعداد الجيد لابن رشيد، حيث كان ابن رشيد مستعدًا للمعركة، وكان قد جمع جيشًا قويًا.

أما عن أسباب هزيمة أهل القصيم، فكانت منها:

  • عدم خبرتهم العسكرية، حيث لم يكن معظم مقاتلي الجيش القصيمي من ذوي الخبرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى