ياميت.. مستعمرة الربع مليون إسرائيلي في سيناء
أسماء صبحي
كانوا يعتقدون أن مصر قد انهزمت في حرب الـ 6 أيام، وأن مصر بجيشها لن تقوم لهم قائمة أخرى. كما كانوا يتخيلون بأنهم سيبقون فيها لأبد الآبدين، يبنون ويعمرون لفرض سياسة الأمر الواقع. وكانوا يعتقدون أن بمستوطانتهم المختلفة في سيناء، أنهم باقون لآخر الزمان.
ففي الفترة منذ عام 1967 حتى عام 1982، أنشأ الإسرائيليون المستعمرات والمنازل والمزارع. قاموا بإنشاء الطرق، وشيدوا المباني الخدمية، شيدوا المشاريع السياحية. أنشأو مطارات وموانئ، كانوا يحاولون فرض سياسة الأمر الواقع.
مستعمرات إقليم ياميت
يعد أكبرَ تجمع استعماري تقيمه إسرائيل في سيناء، وكان يقع في شمال سيناء ويطل على البحر الأبيض المتوسط. كان يطلق عليه أيضا (بوابة رفح) ويضم 15 مستعمرة كان أكبرها مدينة ياميت. وكانت إسرائيل تخطط للإبقاء على هذا الإقليم الاستعماري تحت سيادتها. وعدم تسليمه لمصر عقب توقيع اتفاقية السلام إلا أنها لم تتمكن من فعل ذلك، ويضم ذلك الأقليم عدة مستعمرات منها:
مدينة ياميت (المدينة البحرية)
أقيمت في منتصف السبعينيات، وكانت مركزاً لإقليم (ياميت) الاستعماري، لذا حمل الإقليم نفس اسمها. وكان الهدف من إنشاء هذه المدينة إحداث تواصل إقليمي بين سيناء والنقب، وعزل قطاع غزة عن شمال سيناء.
وجاء إنشاؤها ضمن خطة “المستعمرات المحيطة بغزة” والتي تضمنت إحاطة قطاع غزة بالتجمعات السكنية الإسرائيلية. مثل عسقلان في الشمال وبئر سبع من الشرق وياميت من الغرب. وذلك بهدف محاصرة القطاع والحد من توسعه.
وكانت إسرائيل تخطط لجعل مدينة ياميت مدينة ضخمة يصل عدد سكانها مع بداية القرن الحادي والعشرين إلى ربع مليون نسمة. بالإضافة إلى إنشاء مرفأ بحري ضخم بها لتصبح ثالث أكبر مدينة ساحلية لإسرائيل بعد كل من تل أبيب وحيفا.
مستعمرة سادوت (الحقول)
تُعد أولى البؤر الاستعمارية التي أقيمت في إقليم (ياميت). حيث أقيمت البنية التحتية لها في عام 1969م على أرض تمتلكها قبيلة بدوية تم تهجير أهلها من المنطقة. ثم بعد ذلك تم تشغيلهم كعمال في المستعمرة عند الانتهاء من إنشائها في عام 1971.
وأقام بها في البداية ثماني عشرة أسرة، عملوا جميعاً في زراعة الطماطم. التي كان يتم تصديرها بالكامل إلى الخارج. مما جعل لهذه المستعمرة أهمية اقتصادية بالغة بالنسبة لإسرائيل. الأمر الذي شجّع على إقامة باقي مستعمرات الإقليم تباعاً.
كما اكتشفت إسرائيل آبار نفط بجوار هذه المستعمرة أطلقت عليها حقل “سادوت” النفطي. وتم إخلاء هذه المستعمرة في عام 1981م وكان عدد سكانها قد وصل آنذاك إلى 64 أسرة. وتقوم بزراعة 1500 دونم من الأراضي الزراعية.
مستعمرة ناؤت سيناي (مروج سيناء)
أقيمت هذه المستعمرة على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمال شرقي مدينة العريش. وكانت في بدايتها عبارة عن معسكر حربي ثم أُعلنت كمستعمرة في عام 1972. وفي بداية عام 1978 انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيگن كعضو شرفي في هذه المستعمرة.
وإلى جوار هذه المستعمرة كانت تقع منطقة زراعية تبلغ مساحتها 2000 دونم يعمل بها سكان المستعمرة.
وتعد هذه المنطقة الزراعية أول أرض تسلّم لمصر ضمن الأراضي الواقع عليها إقليم ياميت؛ لوقوعها قبل خط الانسحاب الأول.
مستعمرة خروبيت (شجرة الخروب)
أقيمت مستعمرة خروبيت في عام 1975، واكتشفت إسرائيل بجوارها موقعاً أثرياً يرجع إلى عصر المملكة المصرية الحديثة. كما تضمّن إقليم ياميت مستعمرات أخرى صغيرة هي:
- عتسمونة (العظيمة).
- نتيف هاعسرة (طريق الوصايا العشر).
- دكلا (النخلة).
- بري إيل (ثمار الرب).
- بري جان (ثمار الجنة).
- تلمي يوسف (رياض يوسف).
- أوجدا (الرابطة).
- نير إبراهام (نور إبراهيم).
- حيتسير آدار (فناء الفخامة).
- سوفة (العاصفة).
- حوليت (الكثبان الرملية).
وقامت إسرائيل بتدمير جميع مباني مستعمرات إقليم ياميت بالكامل قبل تسليمها للمصريين باستثناء مستعمرة (ناؤت سيناي). ولاتزال أنقاض مباني تلك المستعمرات موجودة بمكانها حتى الآن. ولكن لا تسمح السلطات المصرية لأحد بالاقتراب من تلك الأماكن.