“ماسكا جرو”.. شفرة النصر بحرب أكتوبر
أسماء صبحي
“ماسكا جرو” اللغة النوبية، شفرة النصر فى حرب أكتوبر “ماسكا فيونا”. “بييس”، “نو”، “يو أندى”، “بان إيسى”، “وينجى”. تلك هى بعض من مفردات اللغة النوبية، وتعنى حسب ترتيب كتابتها، “صباح الخير”، “أخ”، “جد”، و”أمى” و”عمة”. أما الأخيرة فتعنى “نجم” حيث يصف خبراء اللغة النوبية، بأنها طبقات متراكبة من كل لغات حوض نهر النيل. والكتابات المصرية عبر تاريخها منذ الهيروغليفية والديموطيقية، مروراً باللغة اليونانية القديمة، انتهاءً بالعربية.
“ماسكا جرو” باللغة النوبية
تعتبر من أقدم اللغات بعد اندثار الفرعونية والقبطية القديمة. وحتى الآن في النوبة يداوموا على التحدث بها حفاظاً على بقائها، بعد انتشار الحديث بلهجة باقي المدن المصرية.
يتحدث بها سكان جنوب مصر وشمال السودان، ويبلغ عدد الناطقين بها، نحو مليون نسمة. وعلى الرغم من انتشار العربية، فإن النوبيين حافظوا على لغتهم ومفرداتها فيما بينهم، فإنه من النادر أن تجد من يكتبها الآن.
ويكفى اللغة النوبية وأهلها فخراً، أنها وكما قال الكاتب محمد حسنين هيكل فى إحدى حواراته فى الجزيرة، كانت لغة الشفرة في حرب أكتوبر 1973. وفشل العدو الصهيوني في فك رموزها، ويكون للنوبيين فضل المساهمة في نصر أكتوبر.
شفرة حرب أكتوبر
أثناء حرب أكتوبر دخلت تلك اللغة صفوف الجنود المصريين بالصدفة. عن طريق مجند نوبي بقوات حرس الحدود، يدعى”أحمد إدريس”. والذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة “فك الشفرات”خلال الحروب.
وخلال تواجد “إدريس” مع أحد قاداته عرض فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة صعبة الاكتشاف. وبالفعل تمكن من مقابلة الرئيس السادات شخصيًا لعرض الأمر عليه، وتم الإتفاق على استخدام النوبية. وكان لابد من الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات.
وظل استخدام اللغة النوبية كشفرة حرب أعوامًا طويلة سرًا دفينًا، طبقًا لأوامر الرئيس الراحل السادات. إلا أنه منذ عدة سنوات، كشف المجند “أحمد إدريس” عن الأمر ليتعرف العالم أجمع على دور اللغة النوبية في نصر أكتوبر.
وأخرج “إدريس” للرأي العام كافة الدلائل منها خطاب الرئيس السادات شخصيًا. كما تحدث عن القصة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في لقاءاته التلفزيونية لإعادة الحق لأصحابه. موضحًا أن سر عدم فك شفرات المصريين خلال حرب أكتوبر هي “اللغة النوبية”.