تاريخ ومزارات

بين الاستقرار والتحديات..فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون

تعتبر الناصر محمد بن قلاوون واحدًا من أبرز الحكام في تاريخ مصر خلال العصور الوسطى. وُلد في عام 1285 م كابن للسلطان السابق قلاوون الناصري. عندما كان في الثامنة من عمره. تولى الحكم في عام 1293 م بدعم من عائلته الملكية التي قدمت له الدعم العسكري والسياسي.

نشأ الناصر محمد في أسرة ملكية، حيث حظي بتربية سليمة وشاملة تحت إشراف والده المنصور قلاوون. ومع وفاة والده وهو في الخامسة من عمره، تركه تحت رعاية والدته وأخيه الملك الأشرف خليل. الذي كان في ذلك الوقت يتولى الحكم. خلال فترة حكم أخيه، شهد الناصر محمد العديد من التوترات والصراعات في البلاط الملكي، مما أثر بشكل كبير على نفسيته وسلوكه المستقبلي.

بعد مقتل أخيه الأشرف خليل، اتفق الأمراء على تمليك الناصر محمد بن قلاوون بلقب الملك الناصر. وتم تعيين زين الدين كتبغا نائبًا للسلطنة وعلم الدين سنجر الشجاعي وزيرًا، ليصبحوا الحكام الفعليين للدولة.

خلال فترة حكمه، شهدت مصر استقرارا وازدهارا اقتصاديا وثقافيا. كما قاد سياسة خارجية ناجحة أدت إلى توسع تأثير السلطنة في المنطقة. قام بتحسين البنية التحتية في العديد من المدن، وشجع العلوم والثقافة ودعم الفنون والآداب.

  إرث الناصر محمد بن قلاوون الثقافي والمعماري

تمثل بعض من المنشآت والآثار التي خلدها تاريخ الناصر محمد بن قلاوون جزءا من إرثه الثقافي والمعماري الرائع. إليك إعادة صياغة لهذه المعالم

المدرسة الناصرية – القاهرة: بنيت في عهد السلطان العادل كتبغا وأكملت في فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون. تعد واحدة من أبرز معالم القاهرة بجمالها وأهميتها الثقافية، وتشتمل على خزانة كتب غنية. يظهر التاريخ المحفور عليها العمق التاريخي للمنطقة، ويشير إلى دور الناصر محمد في تطويرها.

خانقاه سرياقوس – شمال القاهرة: أنشئ كمنتجع ومركز للصوفية في فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون. وتحول فيما بعد إلى بلدة مزدهرة ومركز تجاري. تعتبر منطقة الخانقاه مكانا للترفيه والترويح. وما زالت قرية الخنكاه موجودة حتى اليوم.

جامع الناصر محمد – قلعة القاهرة: يعتبر جامعا ملكيا بديعا شيده الناصر محمد في قلعة القاهرة. ويمتاز بمعماره الفريد ومأذنه البديعة. يعدّ جزءًا من المنظر الثقافي للمنطقة. ويشكل شاهدًا على الفن الإسلامي الراقي في العصور الوسطى.

الخليج الناصري: تم حفره لتربية المنطقة المحيطة ونقل البضائع.وأعاد قلاوون حفره لإعادة الحياة إلى الإسكندرية كمركز تجاري مهم، مما أسهم في نمو النشاط التجاري والعمران في المنطقة.

القصر الأبلق – القاهرة: يعتبر من أهم المعالم المعمارية التي شيدها  قلاوون. ويتميز ببنيته الفريدة وموقعه الاستراتيجي في قلب القاهرة القديمة.

الإيوان الكبير – القاهرة: يعد شاهدا على العمارة الإسلامية الفخمة، وتم تجديده من قبل قلاوون، مما جعله مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا في العصور الوسطى.

الميدان الناصري – القاهرة: كان موقعا رائعا غمرته مياه النيل، وحوّله  قلاوون إلى ميدان يُستخدم لعروض الخيل والتجمعات الاجتماعية، مما جعله مركزًا للثقافة والترفيه في العصور الوسطى.

هذه المعالم والآثار تشكل جزءا لامعا من إرث قلاوون، وتعكس عظمته وتأثيره في تطوير وتنمية مصر في تلك الفترة التاريخية.

لكن على الرغم من إنجازاته، واجه الناصر محمد تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك الصراعات السياسية والتنافس على السلطة داخل الدولة، وكذلك التهديدات الخارجية. في عام 1309 م، توفي بعد حكم دام لمدة 16 عامًا، مُتركًا خلفه إرثًا هامًا في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى