أهل إمبراطورية واحدة.. ما الفرق بين الروم والرومان؟
أميرة جادو
يستخدم مصطلح “الروم” و”الرومان” عادةً للإشارة إلى الدولة التي كانت تحكم روما القديمة، وهذا يسبب بعض الالتباس بين السلالتين، بالرغم من أن كلتا السلالتين ترتبطان بالإمبراطورية الرومانية القديمة والتي تمثلها جمهورية إيطاليا في الوقت الحالي ومع ذلك، إلا أن هناك اختلاف بين “الروم” و”الرومان” بناءً على التقسيم الذي حدث للإمبراطورية وتحويلها إلى جزئين شرقي وغربي.
الفرق بين روما والرومان
ووفقاً لما ذكره الكاتب جرجي زيدان، “تاريخ التمدن الإسلامي”، فأن روما قد تأسست في عام 753 ق.م، وتأسست معها الدولة الرومانية.
ودامت روما كمركز لهذه الدولة لمدة عشرة قرون ونصف قرن، وأصبحت مركزًا للحضارة والتقدم في تلك الفترة.
وفي مايو سنة 330، تم تقسيم الدولة الرومانية إلى جزئين شرقي وغربي.
في الأصل، كان هذا التقسيم مجرد تقسيم إداري منذ سنة 295 ميلادية.
وبعد اتفاق قسطنطين مع زميله ليسينيوس، تولى قسطنطين الجزء الشرقي وجعل مدينة بيزانتيوم (التي سميت لاحقًا القسطنطينية) عاصمته.
وقد تم نقل عدد من سكان روما وأعضاء مجلس الشيوخ إلى القسطنطينية.
بعد وفاة قسطنطين في عام 337م، حدث الخلاف بين أبنائه الثلاثة، وتولى قسطنطيوس الحكم وحده، لكنه لم يستطع الاستمرار في الحكم، وتوفي في عام 360م.
ثم تولى يوليان ومن ثم جوفيان الحكم في عام 364م. وبعد وفاة جوفيان بعد بضعة أشهر، تم انتخاب فالنتيان إمبراطورًا من قبل الرومان. وفي وقت قصير، أعلن فالنتيان شقيقه فالنس إمبراطورًا على روما.
تقسيم الإمبراطورية الرومانية
ونتيجة لذلك، تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى مملكتين، الأولى هي المملكة الشرقية التي كانت عاصمتها القسطنطينية، والثانية هي المملكة الغربية التي كانت عاصمتها روما.
وكانت المملكة الشرقية أكثر حظًا واستمرارية، وأصبحت القسطنطينية مركزًا لالعلم والسلطة والدين في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية القديمة.
ونتيجة لتلك الانقسامات، أصبح مصطلح “الروم” يشير إلى سكان الدولة البيزنطية، الذين هم من الأرثوذكسية، ويقعون في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية القديمة بعد التقسيم. وكانت القسطنطينية عاصمتهم.
بينما استمر مصطلح “الرومان” في إشارة إلى سكان الجزء الغربي، وعاصمتهم روما، والتي تم تسميتها الإمبراطورية الرومانية المقدسة.