حوارات و تقارير

محطة الضبعة النووية.. مشروع استراتيجي يعزز مكانة مصر في مجال الطاقة المستدامة

يُعد مشروع محطة الضبعة النووية من أبرز المشروعات القومية التي تسهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية في مصر، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم التنمية المستدامة. كما يوفر المشروع فرص عمل متنوعة تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق رؤية مصر 2030.

مشروع استراتيجي يعزز مكانة مصر

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأحمد كُجوك، وزير المالية، والفريق أحمد الشاذلي، رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، لمناقشة تطورات المشروع، وتقييم المراحل المنجزة على المستويات الهندسية والفنية والإدارية، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية.

من جانبه، أكد الدكتور علي عبد النبي، خبير الطاقة ونائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، أن حلم إنشاء محطة نووية في مصر يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، ولكنه تحقق فعلياً في عام 2015 بفضل الدعم السياسي القوي. وقد تم التعاقد على المشروع مع روسيا في ديسمبر 2017، وينفذ المشروع على ثلاث مراحل: التحضيرية، ثم البناء والتشييد، وأخيراً التشغيل والاختبارات.

يهدف المشروع إلى إنشاء أربع وحدات نووية بمفاعلات روسية VVER-1200 بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، مع إمكانية التوسع مستقبلاً لتصل إلى بناء 20-30 محطة نووية إضافية. كما يمكن لموقع الضبعة أن يستوعب ما بين 8 إلى 12 وحدة، بالإضافة إلى وحدات أخرى في منطقة غرب الضبعة.

وفي أغسطس الماضي، استقبل وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، المدير العام لشركة روسآتوم الروسية أليكسي ليخاتشوف، بموقع محطة الضبعة، حيث ناقشا آخر المستجدات وتعهدا بالالتزام بتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الدولية، مما يعكس التعاون التاريخي بين مصر وروسيا في مجال الطاقة النووية.

أكدت وزارة الكهرباء أهمية المشروع في إطار خطة تنويع مصادر الطاقة، والاعتماد على الطاقات النظيفة لتقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون، مشددة على أن الرئيس السيسي يتابع تطورات المشروع بصفة يومية.

تُعد محطة الضبعة، التي تضم أربعة مفاعلات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، من أضخم مشاريع الطاقة الكهربائية في إفريقيا، ومن المتوقع بدء تشغيل المفاعل الأول في عام 2028. يتمتع المشروع بعمر تشغيلي يصل إلى 60-80 سنة، ما يجعله ثلاث أضعاف عمر المحطات التقليدية، ويعزز من ثقة مصر في امتلاك التكنولوجيا النووية المتقدمة وتوطين المعرفة، في خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى