عينان أبو رجوم وأبو جراد أثر حيّ بطريق الحاج المصري القديم في سيناء
عينان أبو رجوم وأبو جراد أثر لايزال حيًا في طريق الحاج المصري القديم بسيناء
سيناء – محمود الشوربجي
تزخر سيناء بعيون مياه طبيعية وهبها الله إياها وسط الصحراء، استشهادًا بقول الله تعالى: “وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ”. سورة القمر آية 12. وكانت العيون في هذه المنطقة كالمنجية والمحطة التي يستقر فيها الحجاج والقوافل للتزود بالماء من باطن الأرض. بغرض استكمال رحلتهم إلى الأراضي الحجازية وكذلك العائدين.
كما أن عيون المياه في سيناء متنوعة، الكبريتية، وعذب المياه، المتوسطة، حريفة الطعم أو المالحة. لكن فيها عيون كثيرة جدًا. ومن هذه العيون عين أبو جراد وعين أبو رجوم الواقعتين في طريق الحاج المصري القديم. في الناحية الجنوبية الغربية لشبه جزيرة سيناء.
“عين أبو رجوم”:
من الأماكن الهامة التى كان يمر به الحجاج المسلمون فى درب الحاج المصرى القديم عبر سيناء إلى أيلة ومنها للأراضى الحجازية. بينما موقع العين على نحو 4 كم تقريباً من عين سدر منحدراً مع الوادي إلى الغرب. كما ذُكر أن البروفيسور المعروف بالمر الإنجليزي ورفيقاه قُتلا غدراً عام 1882 ميلادية في هذا المكان. وفقًا لـ نعوم بك شقير في كتاب تاريخ سيناء والعرب.
“عين أبو جراد”:
وتبعد عن عين أبو رجوم بنحو 16 كم تقريباً منحدراً مع الوادي ناحية الغرب داخل سهل الراحة ، وهي عين ضعيفة جداً وتقع في طريق (راس سدر – صدر الحيطان) في بطن الوادي ، وتعرف الآن لدى البدو هناك بـ “بير أبو جراد”. بينما جرى بناء حواجز أسمنتية حول العين لحجز المياه.
كما ذكر في القديم أن بين مصب وادي الإحثآء ووادي سدر بمسافة 2 كم تقريباً من شاطيء خليج السويس بئر عذبة قريبة القعر عُرفت لدى البدو هناك بـ “بئر عوَّاد”. وحينما ذهبت إلى هناك لم أجد لهذا البئر أثراً ربما جرى دفنه لقلة مياهه.
ووفقًا للأهالي وأبناء القبائل هناك أن الأجداد كان يرووا أن الحجاج المصريين كانوا يمرون من هذا الطريق في كل عام . علاوة على مرور القوافل التجارية أيضًا، وعند تلك العينين على مسافة قريبة حوضين مياه مخصصتين للمواشي والإبل. بينما يستقر العابرين هناك الليل كله إذا ما غابت الشمس عليهم في هذا المكان.