تاريخ ومزارات

من الزنزانة إلى الحرية: رحلة حسين توفيق من المحاكمة إلى الهروب

 

في 27 ديسمبر 1925، وُلد حسين توفيق في بيت أرستقراطي كبير، حيث كان والده يشغل منصبًا رفيعًا في وزارة المواصلات وحصل على الباشوية في ذلك الوقت. تلقَّى حسين توفيق تعليمه في مدرسة الفرير بالخرنفش، ثم انتقل إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية.

في عام 1942، قام حسين توفيق مع أشقائه الطلاب وأبناء خالته بتأسيس جمعية سرية وطنية بهدف تطهير مصر من الاحتلال والخونة. توجد منطقة المعادي، حيث كان يقيم حسين توفيق. مركزًا لتجمع الجنود الإنجليز وكثير من الضباط، وبدأ حسين ومجموعته في القيام بأعمال اعتداءات على الجيش البريطاني وجنود الاحتلال في الشوارع.

كانت الخلية تعتمد على  توفيق كزعيم لها بسبب معرفته بالأحداث السياسية في أوروبا وألمانيا. وعلى الرغم من عدم انتمائه لتنظيم سياسي معين. إلا أنهم اتجهوا نحو الحركات السرية والتنظيمات شبه العسكرية.

اعتقال حسين توفيق

في الأربعينيات من القرن العشرين، تم اعتقال  توفيق وأفراد مجموعته عدة مرات، لكنهم تم إطلاق سراحهم بسبب نقص الأدلة وتدخل المحامين المرموقين.فيما بعد، اتجهت المجموعة نحو العمليات الموجهة، وقرروا اغتيال أمين عثمان بسبب تعاونه مع الاحتلال البريطاني. في 6 يناير 1946، نفَّذ توفيق وزميله اغتيال أمين عثمان أمام باب عمارة رابطة النهضة.

رغم أن أمين عثمان كان يسعى لتحقيق مصالح مصر وخيرها. إلا أن جماعة حسين توفيق اعتبرته متعاونًا مع الاحتلال البريطاني وقررت اغتياله.تم اعتقال حسين توفيق وأفراد مجموعته، وتمكنت الشرطة من القبض عليهم بفضل الشهود والتحقيقات، واعترف حسين توفيق بكل الاتهامات بعد الضغط عليه من قبل النيابة.

مذكرات السادات

ويتحدث السادات في ذكرياته عن كيف تم خداع المحققين لإرباكهم، وكيف نفى ارتباطه بالقضية وادعى تعرضه للتعذيب. وفي سياق المحاكمة، شهدت العديد من الأحداث الغريبة مثل الاعتداء على حارس داخل الزنزانة ومحاولة الهرب، بالإضافة إلى محاولة استيلاء على ملفات القضية التي فشلت بفضل صدفة. ولم يتوقف الأمر هنا، حيث حاول بعض أعضاء التنظيم اغتيال الشاهد الرئيسي عبد العزيز الشافعي. الذي شهد على جريمة قتل أمين عثمان بواسطة حسين توفيق. تستمر إجراءات المحاكمة حتى يونيو 1948 عندما نجح حسين توفيق في الهروب بعد الحصول على إذن لزيارة الطبيب، ثم فر هاربًا بمساعدة أحد الضباط.

الحكم الغيابي

وتصدر الحكم غيابيًا بسجن  توفيق لمدة عشر سنوات وبسجن بقية المتهمين لمدد متفاوتة، مع براءة السادات ومحمد كامل. في خطابه للكاتب إحسان عبد القدوس. أعلن توفيق نيته في مواصلة محاربة الصهيونية، كما كشفت بعض العناصر الإخوانية عن مساهمتهم في تهريبه إلى سوريا.

من المثير للاهتمام أن  توفيق التقى في سوريا بعبد القادر عامر. عضوًا في تنظيم الحرس الحديدي.وانضما إلى حركة القوميين العرب. وبدأت كتائب الفداء العربية عملياتها، بما في ذلك محاولة اغتيال نائب رئيس الأركان العقيد أديب الشيشكلي.

وساطة حركة 32 يوليو

على الرغم من إدانته وحكم الإعدام عليه، تم تعليق تنفيذ الحكم بفضل وساطة حركة 32 يوليو. وبعد ذلك تم الإفراج عنه في عهد الرئيس مبارك في عام 1983. تعايش في السجن مع العديد من الشخصيات السياسية. بينهم علي عشماوي قيادي بتنظيم الإخوان المسلمين.

وبالرغم من التكهنات بعض الباحثين بأن  توفيق كان عضوًا في تنظيم الحرس الحديدي، فإن شهادة سيد جاد، أحد قادته، نفت ذلك بشكل قاطع. يظهر  توفيق في رواية “بيتنا رجل” لإحسان عبد القدوس. وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي في عام 1961 تحت إخراج هنري بركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى