تاريخ ومزارات

ما هي قصة حادثة الإفك التي تألم بسببها رسول الله والسيدة عائشة؟

أميرة جادو

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لغزوة بني المصطلق، في عام 6 من الهجرة، فأجرى القرعة المعتادة القيام بها في كل سافر أو خرج إلى غزوة، فكان من نصيب السيدة عائشة أن تخرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة، وكانت فألا حسنا حيث عاد المصطفى منتصرا من غزوته، وسار ركبه الظافر نحو المدينة، وفي الطريق أناخ العسكر فباتوا الليل ثم أذن فيهم بالرحيل فارتحلوا، ولم يخطر ببال أحد أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد تخلفت حين أناخوا، وفق لما ذكرته الدكتورة عائشة عبدالرحمن، المعروفة بـ”بنت الشاطئ”، في كتابها “نساء النبي”.

ماذا قالت السيدة عائشة في حادثة الإفك

وفي الصباح الباكر، وصل الركب إلى المدينة، وأدخلوا بعير أم المؤمنين إلى منزلها، ولكنهم فوجئوا بأنها ليست في الهودج، ولبث الرسول صلى الله عليه وسلم ساعة في قلق وحيرة يبحث عنها هو وأصحابه، حتى أن بعضهم عاد ليبحث عنها في الطريق المؤدي إلى المدينة، إلى أن جاءت راكبة بعيرا يقوده رجلا يعرفونه اسمه صفوان ابن المعطل السلمي، فاطمئن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها بخير.

وعن سبب مغادراتها، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “خرجت لبعض حاجتي قبل أن يؤذن في الناس بالرحيل، وفي عنقي عقد لي فيه جزع، فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم وأنا بعيدة، فرحلوا بعيري وأخذوا الهودج وهو يظنون أني فيه إذ كنت خفيفة لم يثقلني اللحم، فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب”.

وتابعت رضي الله عنها: “تلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو قد افتقدت لرجع إلى فوالله أني لمضطجعة، إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف عليّ فعرفني، وكان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فلما رآني قال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما خلفك يرحمك الله؟، فما كلمته، ثم قرب العير فقال: اركبي، واستأخر عني فركبت، وأخذ برأس العير فانطلق سريعا يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس وطلع الرجل يقود بي”.

استغلال اليهود للحادثة

والجدير بالذكر، استغل هذه الواقعة مجموعة من اليهود والمنافقين على رأسهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فلفقوا للسيدة عائشة رضي الله عنها حادثة الإفك، وانتشرت الشائعة من منزل ابن سلول إلى كل ديار المدينة، وسمعها أم رومان والدة السيدة عائشة وأبو بكر الصديق والدها، كما سمعها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قام بتكذيبها فورا، إلا أن الشائعة لم تهدأ، وقام الجميع بعدم إبلاغ السيدة عائشة بها حتى لا تحزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى