مصعب بن عمير: أول سفير للإسلام وملحمة الإيمان والصمود
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، هو أول سفير للإسلام، الذي عاش بين النعمة والشهرة في مكة، كان أكثر أهلها عطرًا وشبابًا وسحرًا. تلقى دعوة الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وأسلم على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كانت أمه، خناس بنت مالك، شخصية قوية حاولت إجباره على ترك دينه، ولكن إصراره على الإيمان كان أكبر.
من هو مصعب بن عمير
اختاره النبي ليكون سفيرًا إلى يثرب (المدينة المنورة) لتعليم الأنصار الذين بايعوا الرسول عند العقبة. بفضل حكمته وخلقه الرفيع، نجح في دعوة الكثيرين إلى الإسلام. ومع مجيء موسم الحج التالي، كان مصعب يقود مجموعة من سبعين مؤمنًا ومؤمنة من المدينة للقاء النبي في مكة.
كان لمصعب دور كبير في إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، حيث أسلم على يديه العديد من أهل المدينة. وبعد هجرة النبي إلى المدينة، شهد مصعب غزوة بدر وغزوة أحد، حيث حمل راية المسلمين. في أحد، بعد معركة ضارية، استشهد مصعب بن عمير بعد قتال بطولي، مضحيًا بحياته في سبيل الله.
يقول خباب بن الأرت عن مصعب: “هاجرنا مع رسول الله في سبيل الله، فوجب أجرنا على الله. منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يجد ما يكفنه إلا نمرة.” عند استشهاده، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.” وقف عند جثمانه وقال: “رأيتك بمكة وما بها أرق حلة ولا أحسن لمّة منك. ثم ها أنت ذا شعث الرأس في بردة.”
مصعب بن عمير، رمز للصمود والإيمان، عاش حياة ملهمة ومات شهيدًا في سبيل الإسلام، تاركًا أثرًا عظيمًا في تاريخ الدعوة الإسلامية.