أمين عثمان: زواج إنجلترا من مصر يجب أن يكون زواجا كاثوليكيا ودائما
أمين عثمان كان وزير المالية المصري في حكومة الوفد خلال الفترة من 4 فبراير 1942 إلى 8 أكتوبر 1944، كما كان رئيسًا لجمعية الصداقة المصرية – البريطانية. تعرض للاغتيال على يد جماعة سرية. وقيل أن وراء اغتياله الرئيس المصري السابق أنور السادات، الذي كان في ذلك الوقت ضابطًا في الجيش خلال فترة حكم الملك فاروق. أشار الفريق سعد الدين الشاذلي إلى أن حزب الحرس الحديدي كان وراء هذا الاغتيال.
يُذكر أن أمين عثمان كان له مواقف مثيرة للجدل. حيث كان يشتهر بتأييده للعلاقات الوثيقة بين مصر وبريطانيا. وقد أطلق عليه تسمية “زواج إنجلترا من مصر”. لاشتباهه في ميله نحو الولاء للإمبراطورية البريطانية على حساب مصالح بلاده. وربما كانت هذه المواقف هي التي دفعت إلى ارتكاب الجريمة التي أودت بحياته في الخامس من يناير 1946.
نشأة أمين عثمان
أمين عثمان وُلد في حي محرم بك في الإسكندرية يوم 28 نوفمبر 1898. حيث كان والده يشغل منصب سكرتير عام لبلدية الإسكندرية. تلقى تعليمه في كلية فيكتوريا بالإسكندرية. حيث كان متميزًا في دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1918. بعد ذلك، سافر إلى إنجلترا في عام 1920 لدراسة القانون في جامعة أكسفورد.
نشأ أمين عثمان في بيئة تعليمية إنجليزية في مصر. واستكمل تعليمه في جامعات إنجلترا. حيث تعرف على الليدي كاثرين جريجوري وتزوجها، مما جعله يكتسب حبًا للثقافة الإنجليزية طوال حياته. تسببت هذه الخلفية الثقافية في وضعه في مواقف حرجة وجعلته متهمًا بتفضيل مصالح بريطانيا على مصر. وربما كان هذا هو السبب وراء اغتياله في 5 يناير 1946.
من الجدير بالذكر أن مسيرته الوظيفية بدأت بتعيينه كاتبًا مؤقتًا في وزارة الأشغال العامة في يناير 1924، ثم تقدم لامتحان الدكتوراه في القانون بباريس وحصل عليها، وعاد إلى مصر ليتولى عدة مناصب في الحكومة، بما في ذلك مفتشًا للمالية ومديرًا عامًا لمصلحة الأموال المقررة.
في عام 1942، أصبح وزيرًا للمالية بعد توصية من مكرم عبيد، وظل في هذا المنصب حتى عام 1944 عندما تمت إقالته. تعرض عثمان لانتقادات عدة بسبب مواقفه المفضوحة تجاه الاحتلال البريطاني، وقيل أن هذه المواقف كانت وراء اغتياله.
في عام 1945، تأسست رابطة النهضة التي ضمت خريجي كلية ڤيكتوريا. وكان مقرها في 24 شارع عدلي بالقاهرة، المكان الذي اغتيل فيه أمين عثمان. وهدفت هذه الرابطة إلى تعزيز العلاقات بين البريطانيين والمصريين.
دوافع الاغتيال
أشارت التحقيقات في قضية أمين عثمان إلى أنه كان يعمل لصالح الإنجليز في مصر بشكل أكبر من كونه يعمل لصالح مصر مع الإنجليز. كان يتهم بالتجاهل لمصلحة بلاده وتفضيل مصلحة الاستعمار البريطاني. مما أثار الشك حول ولائه ومواقفه السياسية. وأحد أهم الأسباب التي دفعت للاشتباه فيه هو اعتقاده بأن زواج إنجلترا من مصر يجب أن يكون زواجًا كاثوليكيًا ودائمًا. مما جعله محل شك بين الناس في ولائه للإنجليز وتفضيله لمصالحهم على مصالح مصر.
بعد انضمام السادات إلى التنظيم السري، قررت الجماعة اغتيال أمين عثمان بسبب تعاطفه الشديد مع الإنجليز واتهامه بالخيانة لمصر. وقد قام الجناة بتدريبهم على استخدام الأسلحة. وفي مساء يوم الثلاثاء 6 يناير 1944، تم اغتيال أمين عثمان أثناء دخوله مقر رابطة النهضة، حيث أطلقت عليه ثلاث طلقات نارية من قبل أعضاء التنظيم.