الدور البارز لموسى بن نصير في توسيع الإمبراطورية الإسلامية
قائد عسكري عربي بارز شكل دورا مهما في انتشار الإسلام وتوسيع نفوذ الدولة الأموية. موسى بن نصير شارك في فتح قبرص أثناء حكم الخليفة معاوية بن أبي سفيان. ثم تولى إدارة إفريقية بتعيين من الخليفة الوليد بن عبد الملك. بفضل خبرته العسكرية، نجح في كبح الثورات المستمرة ضد الحكم الأموي وأمر بفتح شبه الجزيرة الأيبيرية. مما أدى إلى انهيار حكم مملكة القوط في هسبانيا.
نسبه
بالنسبة لأصوله، هناك تباين في المصادر حول نسب موسى بن نصير. يذكر في بعض السجلات أن اسم والده هو نصير بن عبد الرحمن بن زيد. ويعتقد أنه كان مولى من موالي قبيلة لخم. وهناك روايات تقول إنه ينتمي إلى بني بكر بن وائل، وأن والده كان من الذين اسروا في معركة عين التمر عام 12 هـ. بشكل عام. يعتقد أن موسى ولد في الحجاز في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويرجح أن مواليده كانت في عام 19 هـ.
في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان، قاد موسى غزو قبرص، وفي عهد عبد الملك بن مروان. نقل إلى البصرة ليصبح والياً عليها. عندما تولى الحجاج حكم البصرة، اتهم موسى بالاختلاس من أموال خراج المدينة، مما أثار غضب الخليفة. ولكنه تمكن من النجاة من هذه الاتهامات بمساعدة عبد العزيز بن مروان. الذي قرر تحمل جزء من الغرامة المالية وأخذ موسى معه إلى مصر ليكون مساعده هناك.
بعد انضمامه إلى عبد العزيز بن مروان في مصر، أمره عبد العزيز بن مروان في عام 84 هـ بحملة على برقة، أسفرت عن غنائم كبيرة وأسرى. بعد ذلك، عيّن عبد العزيز بن مروان موسى بن نصير واليا على إفريقية، خلفا لحسان بن النعمان في عام 78 هـ، وفي بعض التقارير في عامي 86 هـ أو 89 هـ خلال فترة حكم الوليد بن عبد الملك.
نجح القائد في قمع ثورات البربر المتتالية واستعادة المناطق التي خطفها البربر من المسلمين بعد أول احتلال لها. أرسل الغنائم التي جمعها إلى عبد العزيز بن مروان، الذي بدوره أرسلها إلى الخليفة عبد الملك بن مروان. لكن هذا التصرف أثار غضب عبد الملك بن مروان من موسى.
أولى موسى اهتماماً كبيراً بنشر الإسلام بين البربر والتأكيد على مسالمتهم، وذلك لضمان عدم تجديد الثورات. شارك الآلاف من البربر في جيشه بعد إسلامهم.
بناءً على تهديدات البيزنطيين بالغزوات البحرية بعد هزائمهم في المعارك البرية، بدأ موسى في بناء دار صناعة قرب أطلال قرطاجنة لإنشاء أسطول بحري قوي لحماية الحدود. في عام 89 هـ، أرسل ابنه عبد الله لغزو جزر البليار، حيث افتتح ميورقة ومنورقة، وشن حملات عسكرية لغزو سردانية وصقلية، واستعاد عدة مناطق بثمارها. كما نجح في فتح طنجة، مما جعل سبتة هي المدينة الوحيدة في المغرب الأقصى التي كانت تحت سيطرة يوليان القوطي.
شخصيه موسي بن نصير
يصف ابن خلكان موسى بن نصير بأنه كان شخصاً عاقلاً، كريماً، شجاعاً، وورعاً تقياً لله تعالى، ولم يتعرض له هزيمة في الحروب. ويعتبر موسى من التابعين، وقد نقل عنه أحاديث تميم الداري ويزيد بن مسروق اليحصبي. شارك موسى في رحلة الحج مع الخليفة سليمان بن عبد الملك عام 97 هـ، وتوفي في الطريق إلى دمشق، وصلى عليه مسلمة بن عبد الملك. كان موسى بارعاً في الأدب والشعر إلى جانب مهاراته العسكرية والإدارية.
