كيف بدأ شرب الخمر في مصر القديمة؟.. السر في الملكة حتحور

أسماء صبحي
في الأساطير، يذكر أن الإله “رع” كان يرغب في إنقاذ البشرية من غضب ابنته حتحور. لذا جعلها تشرب مشروبًا قويًا بلون الدم، وتأثرت به فورًا وسقطت في سبات عميق. ومنذ ذلك الحين، بدأ البشر في تنظيم حياتهم واحتفالاتهم تحت رعاية هذه الإلهة العظيمة. حيث استمرت الاحتفالات والرقص والموسيقى وتناول الشراب.
شرب الخمر
وتشير المصادر أيضًا إلى أن الخمر كانت تُسكب كالأنهار خلال الاحتفالات السنوية التي جذبت الزوار من جميع أنحاء مصر إلى المعابدها. وقال هيرودوت: “في عيد بو_باستيس، كانت كمية الخمر التي يشربها الناس أكبر بكثير من ما يشربونه طوال العام الباقي”.
وكان هناك شبان في المدن الكبرى يشربون النبيذ أو البيرة في أي وقت، وليس عليهم الانتظار حتى تأتي الاحتفالات. وعندما يفقد معلمو الكتابة الأمل في تلاميذهم ويشعرون بالاستياء من تصرفاتهم. كانوا يشتكون قائلين: “سمعت أنك تهمل حفظ دروسك وتكرس نفسك تمامًا للملذات، حتى ينبعث منك رائحة الجعة في كل مكان. تفقد كل أدب الإنسانية، وتؤثر على عقلك، وأنت الآن كآلة مكسورة لا تصلح لشيء. تلعب بطرق بهلوانية على الجدران، ويهرب الناس من لكماتك. أيها الشاب، لو عرفت أن الخمر مدمرة، لتوقفت عن شربها وفكرت في أمور أخرى غير أكواب الجعة. لكن ها أنت الآن تتعلم العزف على الناي وتعزف على أوتار القيثارة. وتعيش في بيت وتلهو مع مجموعة سيئة من الفتيات. انظر إلى نفسك بجانب فتاة، مغمورًا بالعطور وتحمل حول رقبتك إكليلًا من الزهور. تطبل على معدتك وتتدحرج على الأرض بالقاذورات!”
الاحتفالات في مصر القديمة
كان الشغف بالاحتفالات والحياة المرحة شائعًا بين سكان المدن المصرية. وكانوا أكثر انغماسًا في الملذات من تلاميذ أستاذ المدرسة العجوز الذين كانوا يتسللون إلى الحانات والملاهي.
ومع ذلك كانت الاحتفالات ليست مظاهر للخلاعة في هذا العالم. وهناك قصة موروثة ذكرها هيرودوت تبين قلق المسؤولين عن الملك “أحمس الثاني” و”أمازيس” بسبب انغماسهما في شرب الخمر. وغضبهما عندما يرى الأشخاص عجزهم عن إدارة شؤون الدولة بعد ليلة من الشرب.