تاريخ ومزارات
مدينة القصر الإسلامية.. أحد أعرق المدن الأثرية في الوادي الجديد منذ مئات السنين (صور)
أسماء صبحي
تعتبر مدينة القصر الإسلامية في محافظة الوادي الجديد، إحدى أعرق المدن الإسلامية الأثرية منذ مئات السنين. والتي كانت طريقًا رئيسيًا للحجاج والقوافل القادمة من بلاد المغرب في طريقهم للأراضي الحجازية.
سبب التسمية
سميت المدينة بهذا الإسم لوجود بقايا قصر روماني قديم تحت أطلال هذه القرية. والتى يحدها من الشمال تل مرتفع ومن الشرق بئر العين الحامية. ومن الجنوب مسجد نصر الدين، ومن الغرب مقام الشيخ حمام. وفي طرفه الشمالي ضريح الشيخ أبو بكر.
وكانت القصر أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية. وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري وازدهرت فى العصر الأيوبي. وكانت عاصمة الواحات وبها قصر الحاكم الذي يعود إليه أصل التسمية. وبها أحد مداخل القصر الإسلامية القديمة المسماة (بالحصن). وتعتبر بمثابة متحف تاريخى مفتوح لعدة عصور كالفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية.
وخضعت القرية لتنفيذ مشروع عملاق لترميم عدد من المباني المهددة بالانهيار والذي بدأ في عام 2015 بمنحة يابانية. وأشرفت عليه وزارة الآثار المصرية وانتهت كل مراحله بنجاح.
التاريخ الروماني
تظهر ملامح التاريخ الرومانى من خلال وجود أحجار القصر الروماني التي استخدمت فى بناء واجهات المنازل القديمة، حيث يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الهجري “السادس عشر الميلادى”، وامتد العمران بها حتى العصر العثماني، وللمدينة تخطيط هندسي رائع حيث تم تقسيمها إلى دروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير، وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلا خوفًا من غارات القبائل المعادية.
وما زالت كل ملامح العمارة القديمة باقية فى القرية، وهي عبارة عن حارات كانت تغلق ليلا، ولكل حارة بابين أحدهما للدخول والآخر للخروج، لا يفتحهما بعد ذلك إلا شيخ الحارة فى الصباح الباكر، واشتهرت القرية في ذلك الوقت بالعديد من الحرف سميت على اسمها بعض الحارات والدروب كحارة النجارين والحدادين، ولا تزال بعض تلك الحرف باقية حتى الآن وأهمها صناعة الأواني الفخارية بمنطقة الفاخورة.
منازل القرية
ولا تزال آثارها باقية بحالة جيدة وخاصة المساجد القديمة، حيث توجد مئذنة خشبية مكونة من ثلاث طوابق بارتفاع 21 متر ترجع إلى العصر الأيوبي، ولا تزال تلك المئذنة محتفظة بمعالمها المعمارية، كما توجد بها أعتاب خشبية منقوش عليها آيات قرآنية.
وتتميز منازل قرية القصر القديمة التى بنيت من الطوب اللبن أثناء العصرين الأيوبي والعثماني بالدقة والنظام والارتفاع والتصميم المعماري الفريد الذي يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة داخل القصر إلى 12 درجة مئوية مقارنة بمن حولها من قرى، لوجود نظام هندسي للتهوية يسمح بدخول الهواء الرطب إلى البيوت ويطرد الهواء الساخن، حيث إن الشوارع والممرات ضيقة وتحدث تبريداً طبيعياً في الصيف.
آثار القرية
وتتضمن آثار القرية أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة، وهى عمرها حوالى 6 قرون، ومدرسة العلوم الشرعية أنشئت فى عهد المماليك منذ حوالى 500 عام في مدينة القصر الإسلامية بمحافظة الوادي الجديد، وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن، وظلت على حالها حتى تم ضمها للمعالم الأثرية الإسلامية وأصبحت مزارًا هامًا لكل رواد وزائرى محافظة الوادى الجديد.
وكذلك يوجد مبنى المدرسة القديمة والمحكمة الشرعية، وهي عبارة عن مبنى شاهق الإرتفاع يتضمن طابقين وإيوانًا كبيراً وعددا من الغرف المنظمة والمبنية بالطوب اللبن، وبه عدة زخارف قديمة ذات تشكيل معماري على الطراز المملوكي والعثماني، وبه منافذ لدخول الضوء بطريقة هندسية رائعة ينتج عنها تهوية المبنى وحجب أشعة الشمس الحارقة عن رواد المدرسة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى حوالي عام 906 هجريًا وفقا لأختام التأسيس على أعتاب البوابات في المبنى.