المحتسب.. مهنة فرض العقوبات على الغشاشين في العصور الوسطى
أسماء صبحي
في العصور الوسطى، كانت هناك عقوبات غريبة تفرض على الأشخاص الذين يقومون بأعمال الغش والخداع. ومن بين هذه العقوبات الغريبة كانت تلك التي فرضها “المحتسب” على الغشاشين. واشتهرت إحدى هذه العقوبات بأنه كان يتم وضع الرجل الذي يبيع الكنافة ناقصة الوزن لجلوسه عاريًا فوق صينية الكنافة الساخنة. وفي بعض الأحيان، كان المحتسب يقوم بقطع جزء من أذن الشخص المذنب أو أنفه.
من هو المحتسب
ومن الجدير بالذكر أن المحتسب هو الشخص الذي يقوم بالعمل الخيري تطوعًا دون أن يتلقى أي مقابل مادي. ويكون همه الأساسي هو ابتغاء مرضاة الله تعالى.
وظهرت هذه المهنة تقريبًا في بداية الدولة العباسية، وذلك بعد توسع الدولة وتوسع أسواقها. وكانت الحاجة ماسة لوجود مراقبين يراقبون سلع التجار في الأسواق. كما كانت هذه المهنة في بداياتها تمارس على سبيل التطوع.
تطور المهنة
وكان هذا الشخص يقوم بمتابعة تنفيذ القاعدة الشهيرة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. وفي نهاية الدولة العباسية، ازداد نمو المحتسب وازدهرت مهنته بشكل كبير. حيث توسعت نطاق عمله من الأسواق إلى الأزقة والطرق، وبدأ يتمتع بفريق من المساعدين ويحصل على راتب. كما استمرت هذه المهنة في التطور حتى عصر دولة المماليك.
ومع انقراض هذه المهنة فى العصر الحديث، ظهر بعض الأشخاص والجماعات الذين امتهنوا تلك المهنة. وهي مراقبة المجتمع وتحريك القضايا ضد المفكرين والكتاب والفنانين طلباً للشهرة تارا والإبتذاذ تارة أخرى. بالإضافة إلى تبني فكرة حماية المجتمع والمواطنين من الأفكار الشاذة والهدّامة.