لماذا ينتظر الرئيس المنتخب 4 أشهر قبل دخول البيت الأبيض؟
فاز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، إلا أن تقاليد الانتقال في النظام الأمريكي تستوجب أن ينتظر الرئيس المنتخب 11 أسبوعاً قبل أن يتولى مهامه رسمياً في البيت الأبيض، وفقاً للإجراءات المعمول بها.
ورغم أن هذه الفترة قد تبدو طويلة للبعض، إلا أنها أقصر من المدة الأصلية التي كانت محددة بـ4 أشهر لنقل السلطة، بحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية. فقد كانت الفترة الأصلية تمتد من نوفمبر حتى مارس، حيث كانت وسائل النقل ونقل المعلومات بطيئة في القرن الثامن عشر، مما استدعى وقتاً أطول للتنقل عبر الولايات المتحدة الواسعة.
وفي أمريكا، تختلف العملية عن الديمقراطيات البرلمانية التي عادة ما تضم أعضاء مجلس الوزراء المقيمين في العاصمة؛ إذ ينتشر السياسيون المؤهلون عبر أنحاء البلاد. ساهمت تجارب الكساد الكبير في الثلاثينات في تسريع تسليم السلطة، فتم تقليص فترة الانتقال إلى أقل من 3 أشهر لتسريع أداء القسم.
تُعرف هذه الفترة الانتقالية بـ”فترة البطة العرجاء”؛ إذ يكون الرئيس المنتهية ولايته في موقف سياسي ضعيف بعد انتخاب خليفته. قبل اعتماد التعديل العشرين للدستور في عام 1933، كان الكونغرس الجديد يجتمع في ديسمبر من السنوات الفردية، مما يسمح له بتمرير التشريعات لأكثر من عام قبل أن يستلم الكونغرس المنتخب حديثاً مهامه. أدى التعديل إلى تحديد موعد انعقاد الكونغرس في الثالث من يناير لتقليل هذه الفجوة.
وأفاد جيفري إنغل، مدير مركز التاريخ الرئاسي بجامعة ساوثرن ميثوديست، أن تشكيل مجلس الوزراء والهيئات العليا للحكومة يتطلب وقتاً. وأوضح أن النظام الجديد يضيف طبقة من الموظفين فوق البيروقراطية المستمرة، مثل “زينة الكعكة”، ما قد يستغرق شهوراً لتجهيزها.
وهناك سبب آخر لهذه الفترة الانتقالية، حيث يتم اختيار الرئيس رسمياً عبر الهيئة الانتخابية بعد أسابيع من الانتخابات الشعبية. بينما يتيح هذا النظام للرئيس المنتخب الوقت للإعداد، إلا أنه يستغرق وقتاً قبل أن يتسلم مهامه رسمياً.
وترى إليزابيث غولدسميث، الأستاذة الفخرية بجامعة ولاية فلوريدا، أن الأمريكيين يقدّرون هذه الفترة الانتقالية التي تتزامن مع عطلة عيد الشكر وأعياد الشتاء، ما يمنحهم وقتاً للتحضير والاستعداد.
ورغم أن فترة الانتقال تبدو بطيئة، إلا أن يوم التنصيب في العشرين من يناير يمر بسرعة فائقة. في هذا اليوم، يغادر الرئيس المنتهية ولايته البيت الأبيض لحضور حفل التنصيب، ثم ينتقل الرئيس الجديد إلى مقره بعد ساعات قليلة، في عملية تكتيكية يشرف عليها فريق محترف لإعداد الغرف الـ132 في البيت الأبيض.