تاريخ ومزارات

لماذا اطلق على ابو جعفر المنصور بانى بغداد ؟

لماذا اطلق على ابو جعفر المنصور بانى بغداد ؟

شهدت الحميمة في منطقة جند الأردن مولد الخليفة   أبو جعفر عبد الله المنصور ، ونشأ بها، ثم رحل إلى الكوفة مع عائلته بعد أن قام الخليفة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، بالقبض على أخيه إبراهيم الإمام. وفي أثناء الثورة العباسية، ساعد المنصور أخاه السفاح في السيطرة على ربوع الخلافة الإسلامية بعد أن قضوا على حكم بني أمية، وساهم في تثبيت حكم بني العباس، وقد عينه السفاح واليا على أرمينية، ومآران والجزيرة الفراتية، كما استعان به في إخماد عدد من الثورات التي قامت ضد الخلافة العباسية، وقد عهد السفاح بالخلافة لأخيه من بعده، فبعد وفاته في الحادي عشر من ذي الحجة 136 ه/ العاشر من يونيو 754 م، بويع عبد الله خليفة على المسلمين، ولقب بالمنصور.

كما يعتبر ابو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، والخليفة الواحد والعشرين في ترتيب الخلفاء بعد النبي محمد، وهو المؤسس الحقيقي للخلافة العباسية، وبأني بغداد، بويع له بالخلافة في الثالث عشر من ذي الحجة 136 ه/ العاشر من يونيو 754 م، بعد وفاة أخيه أبي العباس السفاح.

فقد كان السفاح أصغر منه سنا، ولكن تولى الإمامة ومن ثم الخلافة قبله، امتثال لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، لكون والدة السفاح عربية حرة، بينما والدة المنصور أم ولد بربرية

ولقد تغلب ابو جعفر  على جميع المخاطر التي أحاطت بدولة الخلافة باختياراته للاكفاء فى كل المجالات ، كما قام بفتح منطقة طبرستان، واعتنى بتأمين الحدود، فأقام التحصينات على طول الحدود مع الروم، وأغار عليهم حتى أجبرهم على دفع الجزية.
ونتيجة لاهتمامه بالعلم والعلماء، قام المنصور باجتذاب الأطباء النساطرة إلى العاصمة العباسية بغداد، وترجمت له كتبا في الطب، والنجوم والهندسة، والآداب، وترجم في عهده مؤلفات كثيرة في الطب من الإغريقية إلى العربية، كما أن المنصور طلب من ملك الروم أن يرسل له أعمال إقليدس والمجسطي لبطليموس، وترجم كتاب إقليدس للعربية، وكان هذا الكتاب أول كتاب يترجم من اليونانية إلى العربية في عهد الخلافة العباسية، قرر المنصور لاحقا إنشاء خزانات لهذه الترجمات وغيرها من المخطوطات القيمة في شتى المجالات، وحتى نهاية عهده كانت مخطوطات التراث ودفاتر الترجمة والتأليف تحفظ في قصر الخلافة في بغداد، حتى ضاق عنها على سعة قصره، واستمر من بعده الاهتمام بتطوير بيت الحكمة من قبل خلفائه.
بنى المنصور عاصمته الجديدة بغداد، فوضع أسسها منذ 145 ه/ 762 م، والذي اكتمل بناؤها عام 149 ه/ 766 م، لتصبح حاضرة الخلافة لخمسة قرون قادمة، وفي هذه الفترة، تمكن المنصور من رفع كفاءة الزراعة والصناعة، وشجع على النهوض باقتصاد الخلافة، وأمن خطوط الإنتاج والتجارة، وكان يراقب أداء ولاته وعماله وأموالهم، فيعزل من يراه فاسدا ويصادر أمواله.
توفي المنصور أثناء سفره للحج، فعاجلته المنية على أبواب مدينة مكة، وذلك في السادس من ذي الحجة 158 ه/ السادس من أكتوبر 775 م، وكان قد أوصى بالعهد من بعده لابنه محمد المهدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى