اللواء أركان حرب حمدي بخيت: الإخوان جماعة إرهابية وصناعة إنجليزية لا هدف لها سوى التآمر لتدمير الشعوب |حوار|
رانيا سمير
تصوير: حسين الهواري
اللواء أركان حرب حمدي بخيت، عضو مجلس النواب السابق، أحد ضباط المخابرات الحربية والاستطلاع، تخرج عام ١٩٧٢، شارك في حرب أكتوبر كقائد مجموعة استطلاع في ممر متلا، واشتغل بوظائف الاستطلاع بأكملها حتى وصل لرئيس تخطيط إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم مدير مركز إدارة الأزمات للقوات المسلحة، خرج إلى التقاعد في ٢٠٠٥ ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل مستشارا في كلية القادة والأركان وكلية الدفاع بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما عمل مدرسا زائرا بالمعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية، وأيضا تولي التدريس في كورس الأزمات، واشتغل في ٣ لجان مهمة وهي الدفاع والأمن القومي، الشئون الخارجية، والشئون الإفريقية أثناء العمل في مجلس النواب.. “صوت القبائل” التقت اللواء أركان حرب حمدي بخيت في حوار من العيار الثقيل..
*ماذا تمثل ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ لمصر؟
ثورة ١٩٥٢ هي انتقال حاد وواضح ومصيري وتاريخي في حياة الشعب المصري، حيث انتقل من العبودية إلى الحرية، كما انتقل إلى رحاب كبيرة جدا حيث حقوق الإنسان في التعليم والصحة والسكن اللائق وبناء الدولة المصرية الحديثة في هذا الوقت من صناعة وتوسع زراعي وإنشاء مشروعات عملاقة صناعية وزراعية مثل السد العالي في أسوان ومجمعات صناعية مثل الحديد والصلب في حلوان ومشروعات المحلة الكبرى وكفر الدوار ونجع حمادي والعديد من الإنجازات مثل مجانية التعليم التي حرم منها المصريون .
كما أن الإنسان المصري حدث له تحول كبير في هذا التوقيت، بناء الجيش الوطني كان بدايته الحقيقية، وكانت النواة التي عليها الجيش الآن وذلك من الأهداف الأولى للثورة، وهي ثورة عبقرية فيها تحول كبير في حياة مصر والمصريين، ولا يمكن لأحد سواء كان وطنيا أو جاحدا أو محبا ينكر فضلها، أعطت الثورة فرصا كبيرة وساوت بين العديد من الناس.
*هل حدث عبث بمبادئ الثورة..وعدم تطبيق صحيح لمبادئها؟
نعم..
*هل حدث تآمر عليها من الداخل؟
نعم.. وكان من أهم المتآمرين جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
*..وهل حدث تآمر عليها من الخارج؟
نعم، فمصر استدرجت لحرب ٦٧ التي أنهكت الاقتصاد المصري حتى الآن، وثورة ٢٣ يوليو بما لها وما عليها محصلة ايجابية في حياة وتاريخ الشعب المصري وفي تاريخ الخريطة المصرية وفي خريطة الدور المصري والتجمعات التي صنعتها قيادة الثورة، مثل تجمع دول عدم الانحياز الذي أوجد توازنا بين الكتلتين الشرقية والغربية في أوج تقاتلهما على سيادة العالم.
أيضا أُنشئت منظمة الوحدة الإفريقية وكانت الفاعل الأكبر في تجميع الرؤساء الأفارقة والتي تحولت بعد ذلك إلى الاتحاد الأفريقي، كما أن مصر دورها فاعل جدا من خلال ثورة يوليو في منظمة مؤتمر العالم الإسلامي، وفي تجمعات سياسية كثيرة جدا نتيجة لموقعها الجيواستراتيجي والقيادات السياسية لمصر، كل قيادة لها ما لها وعليها ما عليها مثل كل القيادات على مستوي العالم.
ومصر لم تذُب في أحد ولكن كل من غزا مصر ذاب فيها ومع ذلك فالذي حقق المعادلة الصحيحة هم أبناء مصر، فكانوا قادرين على نقلها من رحاب إلى رحاب دون مساعدة أي تدخل خارجي.. من رحاب ثورة ١٩٥٢ إلى انتصار ١٩٧٣ إلى ٣٠يونيه والتخلص من جماعة مجرمة تدعى الإخوان المسلمين، لو لم تكن هذه النواة منذ ١٩٥٢ حتى الآن، ما استطاعت مصر أن تؤسس قوة شاملة عالية وكيانا للدولة. كما كانت ثورة ١٩٥٢ هي الشرارة التي أطلقت حركات التحرر سواء في العالم العربي أو في أفريقيا أو حتى في أمريكا اللاتينية.
*هل هناك ربط بين مؤامرة العدائيات الخارجية والداخلية على مصر؟
نعم هناك ربط، كان الهدف منها إجهاض الثورة وتبقي مصر مستعمرة تُنهب خيراتها للعالم الخارجي وخاصة إنجلترا وفرنسا في هذا التوقيت، والتعاون بين هذه الدول والداخل كان بين الاستخبارات البريطانية التي أنشأت جماعة الإخوان المسلمين عام ١٩٣٨ وكانت تنفذ لها أعمالا سياسية وتخريبية واغتيالات سياسية لاستمرار الاحتلال الإنجليزي، ولكن بعد الجلاء سنة ١٩٥٤، كان الهدف أن يتم ضرب أهم مركز ثقل في مصر ألا وهو عبد الناصر واغتياله حتى تنهار الدولة وبالتالي تستطيع بريطانيا الرجوع مرة أخرى، لدرجة أنه في عدوان ١٩٥٦ استعد بعض الباشوات لاستقبال الإنجليز وأيضا تحضير الوزارات لهم.
*كيف أدار جمال عبد الناصر أزمة تأميم قناة السويس؟
أزمة تأميم قناة السويس تؤكد مدى عبقرية عبدالناصر وذلك للرد على كلمة أنه أدخل مصر في حروب، تأكد أولا أن القوات البريطانية الموجودة في قبرص غير كافية لكي تقوم بعملية ولذلك بدأت القوات المصرية تستعد لكي تصد العدوان الثلاثي عليها، وعلى المصريين أن يتعلموا أنه لابد من دفع فاتورة الأخذ فكان لابد أن تدخل في صراع من أجل أن تدافع عن حقها في قناة السويس ومواردها، فمصر دائما مطمع في عيون الدول الاستعمارية .
*ما رأيك في ثورة ٢٥يناير؟ وهل توقعت حدوث ثورة ٣٠يونيو؟
كان الشباب يحمل على كاهله حجم الظلم الاجتماعي وحجم التجاوزات الأمنية التي حدثت في عهد مبارك، فكان من يوم ٢٥ إلى ٢٧يناير ثورة بالفعل ولكن قفز على الثورة مجموعة من المتربصين ممن أسموا أنفسهم بالليبراليين أمثال البرادعي وممن أسموا أنفسهن جماعات الإسلام السياسي أمثال الإخوان والسلفيين وبالتالي الثورة لم يعد لها قائد ولم يعد لها اتجاه محدد حتى وصلت لحال التدهور وضاعت أهدافها، أما ثورة ٣٠ يونيو فكانت قراءة حصيفة لكل هذه التداعيات التي حدثت بعد أن قفز الإخوان على الحكم، وبعد تعنتهم في التمسك به ونزولهم الاتحادية والميادين وأحداث كرداسة والعديد من التجاوزات، كل هذا كان رؤية واضحة جدا للمحللين والقارئين أن هذا مخطط لإسقاط الدولة في مستنقع الفوضى وبالفعل ذكرته كونداليزا رايس بمسمى “الفوضى الخلاقة”.
* هل هناك مقارنة بين ثورة ٢٣ يوليو وثورة ٣٠ يونيو؟
الأولى ثورة جيش ساندها الشعب والثانية كانت ثورة شعب ساندها الجيش، والثورتان عملتا على بناء دولة حديثة، فعبد الناصر اجتهد لبناء دولة حديثة متطورة، والرئيس السيسي أعاد إحياء تلك الدولة من حيث القوة والحداثة والاستقرار والنمو والتطور، كما اهتم الزعيمان بتنمية الإنسان المصري، عبر توفير حياة كريمة له وكافة متطلبات الحياة.
*هل نجحت ثورة 30 يونيو في التخلص من الإخوان؟
بالطبع نجحت في اقتلاع جماعة إرهابية ليس لها شكل ولا تنظيم ولا كوادر ولا كيان، بل لهم كراهية وعداء مع المجتمع. وهناك عناصر مندسة بيننا، ولكن نجح مجلس النواب في إصدار قانون بفصل كل من يثبت تعاطفه أو من تعاونوا مع الإخوان، وأعلن الرئيس السيسي من قبل أنهم مرحبون بهم في المجتمع ولم ننبذهم ولكن نبذوا أنفسهم وحللوا قتل جنود الجيش والشرطة وأعلنت قياداتهم ذلك في وسائلهم الإعلامية.