المزيد

صلاة التهجد: الأوقات والأحكام وفضل القيام في الليالي الفاضلة

 

تشهد محركات البحث  جوجل عن صلاة التهجد ارتفاعًا ملحوظًا خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث يسعى الكثيرون إلى الاقتراب من الله بالصلاة والدعاء والاستغفار. يُعتبر قيام الليل وصلاة التهجد من أبرز العبادات المستحبة في هذه الفترة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي ليله ويحث أهله على القيام.

تبدأ صلاة التهجد من الليلة الأولى للعشر الأواخر من رمضان، وتستمر حتى قرب صلاة الفجر، بعد أداء صلاة العشاء والتراويح.

تعتبر صلاة الليل أو التهجد مستحبة، وهي أفضل صلاة بعد الفريضة، حيث تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى. ففي الحديث الشريف الذي رواه البخاري، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له’. وصلاة التهجد تُصلي بعد منتصف الليل.

هناك عدة طرق وحالات يجوز فيها أداء صلاة التهجد، منها:

1. النوم قبل أداء صلاة التهجد: يجوز للمؤمن أن ينام ويستريح قليلاً قبل أن يقوم لصلاة التهجد، حتى لو كانت نومة قصيرة. ثم يقوم في منتصف الليل ويصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك العدد الذي يشاء من الركعات، وعليه أن تكون صلاته ركعتين ركعتين، ويتلو بعد كل ركعتين، ثم بعد الانتهاء من صلاة التهجد يتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم. ويجوز أيضا أن يتر بثلاث ركعات أو خمس.

2. قيام الليل بعد النوم: يمكن للمؤمن أن يقوم لصلاة التهجد بعد النوم، ويصلي عددًا من الركعات، ويتر بعد ذلك بركعة واحدة أو ثلاث ركعات.

3. صلاة التهجد ليلة القدر: تعتبر ليلة القدر من أفضل الليالي لأداء صلاة التهجد، حيث يُنصح بتكرار الدعاء والاستغفار في هذه الليلة المباركة.

وعلى سبيل المثال، عندما سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، قالت: “كان النبي يصلي ثلاث عشرة ركعة، يتر منها بخمس، ولا يجلس إلا في آخرهن، ثم يصلي تسعًا لا يجلس إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يقوم ولا يسلم، ثم يصلي العاشرة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يسمعناه، ثم يصلي ركعتين بعد أن يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة”.

وقت صلاة التهجد يبدأ بعد انتهاء صلاة العشاء والتراويح، ويستمر حتى آخر الليل. وعلى الرغم من أنها مسموحة طوال هذه الفترة، إلا أن أفضل وقت لأداء صلاة التهجد هو في آخر الليل، أو قرب وقت الفجر، خاصة في الثلث الأخير من الليل. يُعتبر هذا الوقت مميزًا للقيام بالعبادات، مثل الدعاء والاستغفار، ويُشكل لحظة تجلُّي الفيضانات الربانية والرحمة من الله سبحانه وتعالى على العباد المُخلصين والمُستغفرين والمُذكرين له.

في صلاة التهجد، يُستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم بتأمل وخشوع، ويُفضل أن يقوم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة. يمكنه قراءة ما تيسر له من القرآن الكريم، مع الاستعاذة بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، والدعاء بالرحمة عند الآيات التي فيها رحمة. كما يمكنه أيضًا التسبيح عند مروره بآيات تستحق التسبيح، والتأمل في معاني القرآن وتطبيقها في حياته.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

أما بالنسبة للفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، فيُشترط في صلاة التهجد ما يشترط في جميع الصلوات من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة وأدائها في وقتها. أما قيام الليل، فيبدأ من صلاة العشاء ويمتد حتى طلوع الفجر، ولا يُشترط فيه النوم قبلها أو بعدها. ومن صلى قبل النوم أو بعده وقام في الليل فلا حرج عليه، وأفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل لمن يتوقع القيام فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى