المزيد

كيف هربت العشائر من جنكيزخان وأين استقرو؟

كيف هربت العشائر من جنكيزخان وأين استقرو؟

كتب – عمر محمد

البداية كانت عندما جاء الربع الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، كانت تسود العالم رهبة وذعر من الإمبراطورية المغولية التي أقامها جنكيز خان.

 

كان جنكيزخان قد إستولى على شمال الصين وبدأ زحفه نحو ترکستان ؛ ولم تكن هناك قوة بشرية آنذاك تستطيع الوقوف أمامه، أما في عام ۱۲۲۰م فكان أهم قائدین من قواد جنكيزخان قد إجتازا منطقة التركستان، وأخذا في الاقتراب من إيران، وهما: جبانویان وسوبيداي نویان ؛ وكان المغول وقتها على دين الشامانية ؛ لذلك كان ذعر المسلمين الأتراك في تركستان عظيما.

 

في هذه الفترة تماما وفي هذا الجو المشوب بالخوف والترقب والهلع : كان في جنوب صحراء قاراتورم بشمال خراسان ما يقرب من ۷۰,۰۰۰ خيمة بدوية يسكنها حوالي نصف مليون إنسان من الأتراك المسلمين ؛ وكان من بين هؤلاء عشيرة صغيرة تسمى قابي .

 

اضطر هذا الجمع الكبير إلى هجرة وطنهم عندما أحسوا بقرب خطر المغول فعبروا إيران واقتربوا من الأناضول.

 

لم يأتوا جميعا إلى الأناضول بل أخذ بعضهم يستقر في العراق الشمالي والبعض الآخر في غرب إيران والبعض في قفقاسيا -القوقاز- أما عشيرة قایي الصغيرة فقد واصلت المسير نحو الأناضول.

 

كانت عدتها ٤٠٠ خيمة تضم حوالي ٤٠٠٠ إنسان، تمت هجرتهم من جنوب غرب ترکستان إلى شرق الأناضول على مدى عشر سنوات، وكان يرأس هذه العشيرة رجل تركي بدعی کوندوز ألب، خلفه في رئاسة العشيرة بعد وفاته، إبنه أرطغرل والد الأمير القبلي عثمان ، مؤسس دولة آل عثمان وعرفت الدولة العثمانية باسمه .

 

في هذه الفترة من الزمان دارت في منطقة أرزنجان – وهي في الشمال الشرقي من تركيا اليوم – معركة سميت باسم “ياسي جمن” ، بين سلطان قونية السلجوقي -علاء الدين كيقباد – وبين جلال الدین خوارزمشاه خاقان ترکستان .

 

(سنتعرف لاحقا أن معركة علاء الدين كيقباد كانت مع المغول وليس مع جلال الدين الخوارزمي و هو الرأي الأرجح حسب المؤرخين).

 

وكاد سلطان قونية أن ينهزم، فإذا بهذه العشيرة التي نتحدث عنها وهي عشيرة قابي بقيادة كوندوز آلب تتدخل في المعركة لصالح الجانب الضعيف فتقيله من عثرته وتتسبب في انتصاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى